كما عهدها منذ تشكلت ككيان من منظمة الأممالمتحدة تعتمد إسرائيل سياسة الهجوم كوسيلة للدفاع.. فهذا الكيان الصهيوني، لم يعد في جرابه ما يقدّم من أكاذيب وأراجيف، غير الدّفع بهذه الكذبة الكبرى المتمثلة في اعتزامه تقديم «تظلّم» يأخذ بموجبه (حسب نوايا هذا الكيان وتخطيطه) مئات ملايين الدولارات، على أن يكون نصيب تونس 35 مليون دولار (أكثر من مائة وخمسة مليون دينار حسب سعر الصّرف اليوم) وذلك وفق الادّعاء الصهيوني، لأن سبعة بلدان منها تونس، مدينة لليهود الذين كانوا بهذه البلدان إلى حدود، بأموال وأملاك خسروها هناك.. منذ سنة 1948! «إن لم تستح فافعل ما شئت»، هذا ما ينطبق على الكيان الصيهوني اليوم. إذ عندما استنفد هذا الكيان ومعه حلفاؤه الأمريكان، كلّ حلقات الادّعاء والكذب، وكذلك كل أشكال تبرير الاعتداءات على شعب فلسطين وعلى أرضي سوريا وكلّ البلدان العربية المجاورة، والبعيدة كذلك. عندما انقطع هذا الحبل، حبل الادّعاء. ها هي إسرائيل تعمد إلى الاستفادة من مبادرة ترومب (الرئيس الأمريكي) من أجل إحلال ما يدّعيه هو الآخر، بأنه سلام في المنطقة.. حتى تلحق ادّعاءاتها هذه، بأن لها طلبات لدى دول عربية، تعرف أكثر من غيرها، أن هذه الدول العربية السبعة لم تطرد مواطنيها من يهود الديانة، بل إن الكيان الصهيوني هو من طلب منهم الخروج... إذا أراد الكيان الصهيوني أن يطلق حملة اعتداءات جديدة، فحري بالعرب ومن خلال (جامعة الدول العربية أن يشكّلوا موقفا موحّدا، من هكذا ادعاءات، وأن يقيموا جردا لمستحقّات العرب والشعب الفلسطيني لدى هذا الكيان، المتأبّط الشرّ والاعتداء... لو كان الزمن السياسي الدولي منصفا، لأجمع المجتمع الدولي على مقاضاة «إسرائيل» كمجرم حرب ومجرم ضدّ الإنسانية... ولو كان المجتمع الدولي له من العدل ولو القليل، لتقدّمت تونس بشكوى ضدّ الكيان الصهيوني، شكوى مضاعفة، الأولى عندما اخترق كومندوس اسرائيلي، رسمي، الحدود التونسية، وقتل القيادي الفلسطيني أبو جهاد سنة 1988، وقبلها عندما هاجمت الطائرات الصهيونية حمام الشط يوم غرّة أكتوبر 1985، وقتلت تونسيينوفلسطينيين.. العرب يجتمعون في القمّة العربية بتونس الربيع القادم، فهل سيواكب النظام الرسمي الغربي، المتغيرات على الأرض، فيجيّرون لصالح الفعل العربي ولصالح المنطقة العربية. ما أمكن الوصول إليه على أرض سوريا؟ إنهم على ذلك قادرون، لكن شرط أن تتوفّر الإرادة المشتركة، إرادة تتطلب الحدّ الأدنى العربي، وتعتمد كذلك قواسم مشتركة، تنبع وتنتهي عند الصالح العربي، ولا تكون في خدمة الأعداء... هؤلاء الأعداء الذين ما فتئوا يستعملون الأرض العربية مسرحا لتصفية حساباتهم البينية إن إقليميا أو دوليا.. مطلوب من إسرائيل اليوم أن تسدد صكّ مغامراتها واعتداءاتها وجناياتها في حق العرب، كلّ العرب... نقول هذا لأننا على اطلاع على حيثيات التاريخ، ومنها أن ليس هناك عمليات طرد لليهود من البلاد العربية وإنما هي عملية تهجير صهيونية لهؤلاء المواطنين العرب...!