تتجدد مع كل شتاء معاناة سكان الأرياف وخاصة في المناطق الجبلية الحدودية حيث يحرم سكانها من دفء الحياة ومن أبسط المرافق الضرورية ومن مساكن لائقة تحفظ انسانيتهم، هم في الأغلب يتقاسمون نفس المأوى مع حيواناتهم التي يعتبرونها ارفق بهم من دولة انتموا اليها ومسؤولين وثقوا في وعودهم. تتكرر المأساة كل سنة وتتكرر معها نفس الصورة، نفس المعاناة، في مشهد اليوم قاتم ومظلم كظلمة مساكنهم ذات ليل طويل وبارد في كوخ تتسرب من شقوقه لفحات البرد القارس تجمد اجسادهم الضعيفة، تتكرر نفس الزيارات، نفس المعاملات وربما نفس المساعدات. ومع كل شتاء تصبح المناطق الريفية الجبلية عنوانا لقوافل المساعدات، وربما يكون حظهم أوفر فيكونوا حطب حملات انتخابية، عندها يبدأ موسم الهجرة الى أقسى المناطق وأصعبها، المهم استجداء المزيد من الاصوات للظفر بكرسي وثير ولو على حساب معاناة هؤلاء الفقراء، أو المفقرين بفعل سلطة عاجزة عن إيجاد حل جذري انطلاقا من انجاز مشاريع تنموية واستثمار المنتوج الغابي وتثمينه مما يخلق موارد رزق لسكان الارياف تحفظ كرامتهم بدل المساعدات الاجتماعية، وذلك حقهم وليس منة من أحد.