العوامل المناخية القاسية وخاصة الثلوج التي تشهدها جهة جندوبة لا يمكن أن تنحصر بحال بجهة عين دراهم فحسب لأن المعاناة تكمن في مناطق أخرى تجاهلها الاعلام، لذا وجب ضرورة التدخل لفائدة هذه المناطق. منطقتا الغرة وعين سلطان ونظرا لوعورة وصعوبة التضاريس الجبلية فإن المعاناة بهما تكون مضاعفة في ظل العزلة التامة المضروبة عليها وعلى الغرة على وجه الخصوص بسبب انقطاع المسالك والطرقات البدائية وصعوبة التدخلات رغم تواضعها لفك العزلة وإيصال المساعدات ,فمنطقة الغرة مثلا بقيت خلال الشتاء الماضي لأكثر من شهر في عزلة تامة... وقد استوجب إيصال المساعدات الإنسانية والغذائية بالحبال عبر الوديان وهي تعيش نفس الوضع تقريبا هذه السنة منذ ما يزيد عن 10 أيام.
وهذه العزلة والتي تساهم الطبيعة فيها بنسبة كبيرة فإن لغياب البنية التحتية من طرقات وجسور وكذلك مساكن لائقة زاد من حجم المعاناة ..وقد أكد عدد من سكان هذه المنطقة ل«الشروق» انهم يضطرون للعيش لأيام وأيام على الكسكسي والمحمصة و«البسيسة» في ظل صعوبة طهي الخبز ويبقى كذلك السكان مرابطين بمنازلهم لأيام وأيام دون خروج وقد تتزامن معاناتهم مع معاناة حيواناتهم التي تقتات في العادة من الغابة .
فالمعاناة اجتماعية واقتصادية وحتى تعليمية في ظل عجز تلاميذ المدارس الابتدائية المتواجدة بالمنطقة عن الالتحاق بمقاعد الدراسة لأيام وأيام بسبب تراكم الثلوج وصعوبة التنقل للجميع من تلاميذ ومواطنين وإطار تربوي ....
صعوبات بالجملة
العزلة التامة التي تعيشها منطقة الغرة وبدرجة أقل منطقة عين سلطان بمفعول العوامل الطبيعية القاسية وفي مقدمتها الثلوج انعكست سلبا على السكان من خلال صعوبة التزود بالمواد الغذائية لتعطل الحركة المرورية ولو بالطرق البدائية لإيصال المؤونة للمحلات والمتاجر المعدة لبيع المواد الغذائية وحتى وسائل التدفئة ولو بالطرق البدائية هي للصعوبة بحال جراء ما يلحق حطب الغابة من تبلل وصعوبة في إشعاله وحتى «العولة» من الحطب لا تصمد في وجه العوامل الطبيعية القاسية هذا في ظل غياب وسائل التدفئة العصرية وحتى عند توفرها عند البعض وما أقلهم فإن تحصيل الوقود والنفط يكون صعب المنال أما الإنارة فحدث ولا حرج حيث تنعدم عند بعض العائلات لغياب تمريرها وتكون متقطعة عند المحظوظين نتيجة الأعطاب المتكررة شتاء.
معاناة سكان المناطق الغابية الوعرة عامة ومنطقة الغرة خاصة حرية بلفتة كريمة من طرف كل الخيرين لفئة من الشعب صبروا وصابروا وليس بالعزيز عليهم أن تفكر الأيادي الخيرة في تخليصهم ولو جزئيا من معاناة تعاقدوا معها لسنوات تجلدوا فيها بصبر أيوب والخوف كل الخوف أن ينفذ الصبر وتذهب معه الأرواح البشرية .