تعيش عديد الأسر بعديد المناطق الريفية بولاية القيروان صعوبات كبيرة، تتضاعف حدتها مع موجة الصقيع. وهم ينتظرون تدخلا من الجهات المعنية بعد ان لفهم النسيان طويلا. هناك لا سكن ولا مورد رزق...علاوة على الاعاقات ! في معتمدية العلا عديد المناطق يواجه سكانها هذه الأيام أقسى موجات البرد مثل طرزة وصيادة والغديفات والغرابة والذهيبات والنقاقزة والمعازيل وغيرها. وهي مناطق ريفية يعيش بعض سكانها تحت خط الفقر حسب ما تبينه بعض الشواهد. وعلاوة على هذه الظروف القاسية فانهم يواجهون صعوبات بسبب عدم توفر مساكن لائقة تحميهم من البرد والمطر. بل ان هناك من يسكن في أكواخ و بيوت خشبية من شدة الفقر اضافة الى افتقارهم الى وسائل تدفئة سواء كانت عصرية ام تقليدية وهذا ما سبب معاناة كبيرة بصفة خاصة المسنين والمرضى منهم والأطفال كذلك خاصة في المناطق الريفية المعزولة وحاجة هؤلاء الى المساعدة . فبعض المنازل موجودة قرب الجبال والمرتفعات و يعاني الأهالي مع حلول الليل بشكل كبير و يتجمد كل شئ تقريبا في ظل نقص الأغطية والأسرة و المؤونة و بعدهم عن المستوصف والصيدليات من اجل توفير العلاج والأدوية في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة والقاسية جدا. تدخل عاجل عائلة المنصف العجيلي وهي عائلة اعياها الفقر والمرض وزادها غياب المسكن اللائق وغياب مورد رزق يحفظ كرامة الكبار ويوفر حليب الصغار. وهو يمر بصعوبات كبيرة حيث يقيم بمعية أطفاله المعوقين في مسكن متداع متكون من غرفة واحدة متعددة الاختصاص دون ان تتوفر فيها مقومات الحياة الكريمة. اما والدته فتقيم في كوخ وحيدة وهو يتقاسم معها شظف العيش وصعوبات لا يقوى غيره على تحملها. وهم الى حدّ الآن في انتظار تدخل من السلط المحلية والجهوية قصد إغاثتهم وتزويدهم بالمساعدات الممكنة وهو نداء استغاثة وجهوه الى معتمد الجهة من أجل التدخل السريع قصد زيارتهم ومعاينة الأضرار الصحية جراء موجة البرد الشديد ووضع حد لمعاناتهم مع الإشارة الى أن معتمدية العلا في كل موسم تتساقط فيه الثلوج في الجوار تكون هي اكثر متضرر من تأثيرات البرد القارس في كل منزل و دار. ولا يختلف الامر في معتمدية السبيخة ذات الارياف المترامية التي تفتقر الى عديد المرافق الأساسية بداية من مياه الشرب والكهرباء. منطقة الشقافية وسيدي مسعود وسرديانة وعين بومرة والشرفة والعويثة وسيسب التي تنقسم الى عدة قرى. وهي مناطق تبعد عن مركز المعتمدية وقد تضاعفت معاناة سكانها خلال موجة البرد. وتكررت أزمة المواطنين الذين وجدوا صعوبات في التعامل مع الفيضانات الأخيرة هناك. وتواجه عديد الأسر حالات اجتماعية صعبة في هذه الظروف قد تكون اقل حدة من بعض الجهات الاخرى لكنها في حاجة الى مساعدة. منازل قصديرية في قرية الخزازية (القيروان) تواصل السيدة لطيفة الشعباني وزوجها الأزهر الطيبي مطالبة السلط الجهوية بتوفير مسكن لائق لها ولأبنائها. وهي تسكن كوخا قصديريا التجأت اليه بعد ان عجزت عن دفع معلوم الكراء. وتأمل أن تساعدها السلط الجهوية من خلال توفير قطعة ارض تابعة للمجلس الجهوي للولاية والتي ركزت فوقها كوخها القصديري. لطيفة قالت أنها اضطرت الى فصل بعض ابنائها عن الدراسة بسبب عجزها عن نفقاتهم. وهي تنتظر تدخلا من الجهات المعنية. وقد تلقت وعودا بدراسة مطلبها في انتظار التحقق من وضعها الاجتماعي. وبنفس القدر من الانتظار والمعاناة تنتظر السيدة مهدية السبري القاطنة بحي النور بالقيروان تدخل السلط الجهوية. حيث عجزت عن التكفل بنفقات أبنائها المعوقين بعد وفاة زوجها وقد وجهت عبر «الشروق» نداء استغاثة طلبا للمساعدة العاجلة. والجدير بالذكر ان عديد الجمعيات الخيرية نظمت قوافل إغاثة ومساعدات الى بعض المناطق الريفية. ورغم اهمية ما تم تقديمه الا ان هذه الأسر تحتاج الى متابعة ومساعدات متواصلة. ولا شك ان هذه العينات هي وجه مصغر من أوجه المعاناة في ولاية القيروان والتي يتوجب تعدادها القيم بعمل ميداني من قبل ادارة الشؤون الاجتماعية. مع ضرورة تدخل مكونات المجتمع المدني.