قال رئيس نقابة الفلاحين كريم داود ل«الشروق» ردا على سؤالنا حول من يريد ضرب منظومة الإنتاج في تونس :" أنا لا يمكن أن يخطر ببالي كتونسي وطني أن هناك من يريد ضرب منظومة الإنتاج ببلادنا. لكن أقول ان لا أحد يعطي قيمة للإنتاج الفلاحي ويعي أنه بدونه يمكن أن نخسر أمننا الغذائي فضلا على خسارة قطاع تشغيلي بامتياز ومصدر عيش الجهات وان صح التعبير هو بترول الجهات. وأضاف أن القطاع الفلاحي من الستينيات الى يومنا هذا هو قطاع منسي. ويواجه مشكل العزوف حتى أن الكثيرين نزحوا من جهاتهم نحو المدن بحثا عن عمل آخر. وتخلوا عن الفلاحة. وبعد الثورة زاد الطين بلة. وأصبح يعيش في أزمة بسبب انهيار الدينار وتضاعف كلفة الإنتاج. والفلاح يجب أن يعيش ويوفر أجر العمال وكلفة مستلزمات الانتاج التي بلغت نسبتها 300 بالمائة . وذكر محدثنا أن مراجعة الأسعار باتت أمرا محتوما لأن الفلاح لايستطيع مواصلة الإنتاج بالخسارة في البيض والحليب والحبوب وغيرها من القطاعات الفلاحية لأن تفقير المربي سوف يؤدي الى انسحابه من دورة الإنتاج. وهو مايكلفنا نقصا في المنتوج مستقبلا وارتهان غذاء التونسيين الى التوريد كحل سهل. وعوض دعم الفلاح الذي ينتج ويشغل ويساهم في الدورة الاقتصادية ندعم الفلاح الأجنبي. وحول من يقف وراء اختيار الحل السهل وضرب منظومة الإنتاج قال في تقديري لايوجد رجال سياسة يتمتعون بالجرأة لمصارحة الشعب بأنه لابد من الزيادة الطفيفة حاليا حماية للجميع. وللأسف يدوسون على رأس الفلاح ليواصل العمل بالخسارة. وهو أمر غير مقبول. والفلاح لن يصمت. كما أن أصحاب القرار لا يسمعون الا من يصيح ويقطع الطرقات رغم أن رئيس الحكومة السيد يوسف الشاهد صرح في أول لقاء معه بأنه سوف يعين مسؤولا عن المنظومات الفلاحية. ولم يحدث شيء . وأرى أن الحكومة اليوم "تعمل في السياسة" لأنها سنة انتخابية وتعيش وضعية صعبة. لكن يجب أن تصارح الناس لأن مواصلة العمل بالأسعار الحالية سوف تقضي على القطاع الفلاحي.