تونس (الشروق) تحتفل تونس يوم الاثنين 14 جانفي، بالذكرى الثامنة لاندلاع الثورة، «الشروق» رصدت اراء مجموعة من التونسيين حول تقييمهم لمسار 8 سنوات من الثورة وانتظاراتهم المستقبلية. وقد اجمع المواطنون الذين تحدثوا ل»الشروق» على انه لم يتحقق شيء من اهداف الثورة، وانهم يشعرون بخيبة امل نتيجة عدم تحقيق المكاسب المرجوة، وانهم متمسكون بالامل من اجل غد افضل لتونس والتونسيين. علي التائب متفائل...رغم الصعوبات أكد المواطن علي التائب، أن المسار الثامن للثورة التونسية، مازال يشهد جملة من العراقيل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وان ما ينتظره هو مزيد الاستقرار الأمني بالبلاد بعد تغول الجريمة بشكل مخيف، يضاف الى ذلك تسجيل تونس لجرائم ارهابية في عدة مناسبات. وتابع علي التائب أن تونس من بلدان العالم الثالث، ومسالة الديمقراطية مازالت لم تترسخ بعد لدى هذا الشعب، الذي عليه ان يطلع على واجباته، حتى يضمن حقوقه، مؤكدا انه متفائل بان تونس ستحقق مكاسب في السنوات القادمة، رغم المخاض العسير الذي تمر به، قائلا: «ابنتي كانت من المفروزين امنيا، وانها تمكنت بعد 8 سنوات من البطالة من الحصول على عمل منذ شهرين، وهذا اعتبره مؤشرا ايجابيا». ماهر بن عامر أتمنى...عودة بن علي اعتبر ماهر بن عامر ان عددا من التونسيين اصبحوا يتمنون عودة بن علي وهو من بينهم، مؤكدا انه الى هذه اللحظة مازال يحتفظ بصورة للرئيس الاسبق زين العابدين بن علي، مضيفا انه للاسف تمت ازاحة النظام السابق لتحقيق الحرية والشغل والكرامة الوطنية الا انه ما من هذه الاهداف تحقق على صعيد الواقع. وتابع بن عامر ان تونس تعيش اضطرابات على جميع المستويات، وان المواطن فقد الثقة في النخبة السياسية التي تتصارع بين الحين والاخر من اجل السلطة، في حين ان المواطن يتخبط في سلسلة من الصعوبات، فالحليب والبيض والزبدة مفقودون، وهذا الوضع المتردي لم يكن موجودا في عهد بن علي. وفي ختام حديثه، دعا بن عامر الطبقة السياسية، الى الاهتمام بمشاغل التونسي، وايجاد الحلول اللازمة للصعوبات الاجتماعية التي تعبشها البلاد، مضيفا ان عددا من التونسيين قرروا انهاء حياتهم بسبب تازم وضع البلاد. نجوى بكير التجارة...في خطر من جهتها، اعتقدت نجوى بكير ان التجارة في تونس اصبحت في خطر، مضيفة ان ارباحها تراجعت بشكل مخيف ومقلق، وانها اصبحت ترغب في الهجرة مع ابنائها وزوجها الى خارج تونس. وتابعت نجوى انها تتمنى ان تتحسن الاوضاع الاقتصادية في تونس، بعد اغراق السوق التونسية بالسلع المهربة في المقابل ان المنتوجات المحلية اصبحت مهددة بالانقراض، وهو ما سينعكس على الوضع الاقتصادي الذي قالت انه يشهد تقهقرا باستمرار. وقالت بكير انها بالفعل ترغب في الهجرة نحو اي بلد اخر تتمكن فيه من العمل وتحقيق طموحاتها رفقة ابنائها العاطلين بدورهم عن العمل، مضيفة ان التونسي فقد الامل في امكانية تحقيق اهداف الثورة. نجيب بن صالح مزيد من التقهقر اعتبر المواطن نجيب بن صالح انه على امتداد 8 سنوات، بعد ثورة 14 جانفي، ما تحقق هو «خراب» البلاد، على جميع المستويات، من ذلك تقهقر الوضع الاقتصادي، وانزلاق الدينار الى مستوى غير مسبوق، وتراجع المقدرة الشرائية، يضاف الى ذلك اضطرابات واضرابات في اغلب القطاعات الحيوية. وأضاف بن صالح، انه غير متفائل بالمسار الثامن للثورة، اذ ان اغلب المؤشرات تؤكد مزيد تواصل انزلاق الدينار، وهو ما سينعكس على نسبة النمو، الذي قال انها في النظام السابق، كانت ايجابية، وان الثورة قامت على مزيد تحقيق نسبة النمو، الا ان هذا الامر لم يتحقق بعد. واكد محدثنا انه تم تسيس الثورة، اذ وقع الغاء كل ما هو ايجابي للعهد السابق، من اجل تحقيق مكاسب جديدة، الا انه لم يتحقق شيء بل تم فقدان حتى ما كان محققا في العهد السابق. بوحديد الهادي العدالة الاجتماعية منعدمة اكد الشاب بوحديد الهادي انه يامل في المسار الثامن للثورة التونسية ان تتحقق العدالة الاجتماعية التي مازالت منعدمة الى حد الآن حسب قوله، مضيفا ان ما تحقق من اهداف الثورة هي الحرية، وسن دستور تونس لسنة 2014 الذي كرس تقدما في الحقوق والحريات الفردية والعامة، وهو ما يعد مكسبا بالنسبة لتونس والتونسيين. واكد الهادي ان الشعب التونسي في 14 جانفي رفع شعار «شغل...حرية...كرامة وطنية» الا ان ما تحقق فقط هي الحرية، في المقابل مازالت الأرقام تؤكد ان افة البطالة في ارتفاع مستمر، وان الكرامة الوطنية مازالت مفقودة بالنسبة لشريحة هامة من التونسيين. واضاف قائلا: «أتمنى شخصيا في المسار الثامن للثورة ان يتحقق ما دفع ثمنه عدد من شهداء 14 جانفي، الذين طالبوا بالديمقراطية والحرية والكرامة الوطنية والشغل». أكرم المانسي لم يتحقق شيء اعتبر الشاب اكرم المانسي انه على امتداد 8 سنوات بعد 14 جانفي لم يتحقق شيء لتونس او للتونسيين الذين اصبحوا غارقين في الديون، معتبرا ان ما تحقق على ارض الواقع هو مزيد من الفقر، البطالة وارتفاع الاسعار. وقال المانسي ان ما حدث في تونس لا يعد ثورة، لان التاريخ اكد ان اغلب الثورات التي قامت حققت مكاسب لبلدانها وشعوبها الا تونس، فكل يوم تسجل تراجعا في مجال ما، مضيفا ان شريحة هامة من التونسيين تشعر بالندم لخروجها يوم 14 جانفي ورفعها لشعار «ديقاج». واعتبر المانسي ان المكسب الوحيد الذي تحقق هو الحرية، التي اصبحت تمارس على انها فوضى واعتداء على الاخر. عبد الحميد حبوبي نتمنى انخفاض الأسعار اكد عبد الحميد الحبوبي ان تونس مازالت تفصلها ساعات على الاحتفال بالذكرى الثامنة لثورة 14 جانفي، وان المطلب الاساسي للتونسيين، اليوم هو انخفاض الاسعار، التي اصبحت مرتفعة جدا، مضيفا ان التونسي اليوم لم يعد قادرا على اقتناء مستلزماته الاساسية. واعتبر عبد الحميد الحبوبي ان ما تحقق من الثورة هو ان التونسي يمكنه الادلاء بصوته الانتخابي واختيار الحزب السياسي الذي يمثله، لكنه يطمح بان تعمل الطبقة السياسية على مزيد اصلاح الوضع الاجتماعي للبلاد وخلق فرص شغل للعاطلين عن العمل وايجاد حلول عاجلة للوضع الاقتصادي. زهرة أتمنى... الشغل لابنائي «اتمنى ان يشتغل ابنائي خلال الذكرى الثامنة للثورة، وهم متحصلون على شهائد جامعية هذا ما افادت به «زهرة» التي اضافت قائلة:، «اتمنى ايضا عند ذهابي الى بائع المواد الغذائية ان اجد الحليب والبيض والزيت المدعم التي يتم بيعها ب»الوجوه» اليوم في تونس». وقالت «زهرة» :»للاسف، عندما خرجنا يوم 14 جانفي من سنة 2011، للتظاهر ضد النظام السابق، من اجل تحقيق مزيد من الرفاهية للبلاد والتونسيين، لكننا اليوم اعتقد اننا ندفع فاتورة باهضة، فعدد من المواطنين اصبحوا فقراء والبعض الاخر مهدد بالجوع نظرا لارتفاع الاسعار من جهة واحتكارها من جهة اخرى». واكدت «زهرة» ان تردي الاوضاع بتونس زاد من استياء التونسيين وهذا الاحتقان هو تهديد حقيقي للثورة ولاهدافها. كريم الزائر التزام السياسيين بتعهداتهم أكد كريم الزائر انه يتمنى ان يلتزم السياسيين بتعهداتهم وتحقيقها على ارض الواقع، معتبرا ان عددا منهم يقدم جملة من التعهدات في المنابر الاعلامية، لكنه يتنصل منها اثر مغادرته الحصة التلفزية. واكد محدثنا انه مهندس وبعد ان تعذر عليه ايجاد فرصة عمل، ففكر في بعث مشروع خاص به، لكن لم تقبل المؤسسات البنكية تمويله، رغم ان عددا من السياسيين تحدثوا عن دعم اصحاب الشهائد العليا من اجل بعث مشاريع خاصة. واكد ان ما تحقق على امتداد 8 سنوات هو مزيد تغول الفوضى التي اكتسحت جميع الميادين، مؤكدا انه يامل في هذه الذكرى ان يتمكن من تحقيق طموحاته المهنية وان تستقر تونس اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.