سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الذكرى ال57 للاستقلال سياسيون يتحدّثون لل "الصباح نيوز" : ديلو يدعو إلى التعامل إيجابيا مع الماضي.. العكرمي يؤكّد أنّ الثورة مهدّدة.. وهميلة يتهم الترويكا
تحتفل تونس اليوم الإربعاء بالذكرى ال57 لاستقلالها من المستعمر الفرنسي. وبهذه المناسبة، اتصلت "الصباح نيوز" بقياديين سياسييين لمعرفة رؤيتهم لتونس بعد 57 سنة بعدالاستقلال. وقد أفادنا سمير ديلو وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز" أنّ تونس استرجعت استقلالها في مارس 1956 ولكن شعبها استرجع كرامته وحريته منذ جانفي 2011. وأضاف أنّ الأشخاص الذين عاشوا الاستقلال حققوا خطوات كبيرة سواء في مستوى بناء المؤسسات والصحة والتعليم والمرأة ولكن مازالت هناك إنجازات كبيرة لم تتحقق وتتمثل خاصة على مستوى تحقيق الديمقراطية. وقال إنّ التاريخ لا يجب أن يكون قائما لا على تقديس عمل الأوّلين ولا على شيطنته، مضيفا يجب البناء على ما أنجزوه السابقون والتعامل معه إيجابيا. ومن جهة أخرى، قال ديلو : "من الطريف أنّ الشعب التونسي لم يجد الوقت حتى للاحتفال بالثورة وأرى أنّ أشكال الاحتفال مهمة ولكن الأهم المضي بالبلاد قدما نحو المسار الديمقراطي". أمّا لزهر العكرمي القيادي بنداء تونس، فقال في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز" إنّ تونس حصلت على الاستقلال يوم 20 مارس 1956 ولكنها حصلت على الحرية يوم 14 جانفي 2011. وأوضح أنّ الاستقلال بنى الدولة الحديثة ووضع تونس في مكانة كبيرة من حيث القضاء على الفقر والأمية وبناء الإدارة والصحة والتعليم في حين وفرت الثورة الحرية للناس.. الحرية التي مازالت تبحث عن الطرق التي تكمل بها استحقاقات الاستقلال في التنمية والديمقراطية والتداول السلمي على السلطة. وأضاف أنّ ما يهدّد الثورة اليوم أكثر من المكاسب التي حققتها ومن ذلك الانقسام المجتمعي الحاد والتهديد الإرهابي والتدخل الخارجي. وقال : "إن شاء الله يتوحد كل الديمقراطيين حتى يفشلوا المخططات التدميرية والهجمة الرجعية على مكاسب الشعب وطموحاته". ومن جهته، بيّن الطاهر هميلة النائب في المجلس الوطني التأسيسي أنّ الشعب التونسي لم يحتفل بعيد الاستقلال لأنّ الترويكا لا تعترف به، مضيفا : "لو كانت الترويكا تعترف بهذه المناسبة لعمّت الفرحة البلاد ولكن يغلب اليوم على البلاد الحزن ولا يوجدبها ولو علم واحد والغريب أنّ تونس اهتزّت يوم مقتل شكري بلعيد واليوم لا نحتفل بذكرى عزيزة علينا.. وهذه قلة وطنية.. وكأنّ من في الحكومة بتجار أفكار يبيعونها بالتفصيل.. وهناك شعب مزيف تغلب عليه قلة المعروف والنكران.. واليوم أيضا يحصرون الخمسين سنة الماضية في عشر سنوات فساد لبن علي". وقال : "توبوا لوطنكم واتركم من الأفكار التافهة.. لقد أصبحتم ناقمين على تونس أكثر من بن علي لأنكم غير معترفين بالجمهورية التونسية" هذا مثال رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي الذي يرى أنّ الجمهورية تكونت يوم دخوله لقصر قرطاج حيث كان يستهزأ بها ويصفها بالجمروكية وهو ما يدلّ على "عقم فكري". كما قال : "أنا حزين لأنّ تونس حزينة اليوم وجماعة الظلمانيين من أهل الكهف يعمدون للتشكيك في كلّ شيء والترويكا الحاكمة قسمت البلاد إلى أربعة دول الأولى في باردو والثانية في مونبليزير في مقر النهضة والثالثة في جامع الفتح والرابعة في البحيرة في مقرذ نداء تونس". وفي سياق يتعلّق بعمل المرزوقي، قال الطاهر هميلة إنّه يحمّله مسؤولية ذهاب الشباب التونسي للجهاد في سوريا، موضحا : "المرزوقي انخرط في الحرب على سوريا بعد أن سحب سفيرنا من هناك ولهذا يجب أن يحاكم في المحكمة العسكرية بتهمة الخيانة العظمى". وفي نهاية حديثه معنا، قال هميلة إنّ تونس ستعود للاحتفال بأعيادها الوطنية وما أنجزه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة قريبا.