«نعيش التهميش رغم اننا لا نبعد كثيرا عن مركز الولاية ..حيّنا من أعرق الأحياء الا اننا منسيون والفياضانات غول يعصف بالحي ويعزلنا». بهذه العبارات تحدث إلينا بمرارة أهالينا بحي حشاد اكبر التجمعات السكنية بولاية بنزرت. مكتب بنزرت (الشروق) : «الشروق» زارت الحي ضمن الريبوتاجات الاسبوعية لرصد مشاغل واشكاليات المناطق السكنية بمختلف معتمديات ولاية بنزرت. فحي حشاد او ما يعرف ب«لابراش» التسمية القديمة بين اهالي هذه المنطقة تدخلت السلطات كما قيل في اكثر من مناسبة لحلحلة مشكل الفيضانات لكن دون جدوى حيث كان آخرها عام 2015 وفقا لما قاله «محجوب الرويسي» و«محسن الماجري». كما ان الحي لايزال رغم نداءات الاهالي دون مشاريع صيانة وتهذيب وتجديد ذات جدوى لشبكة تصريف المياه المتقادمة والمهترئة حيث يحصد الوادي المفتوح الارواح وأصبح نقطة من النقاط السوداء في معتمدية لا تتنفس ثقافة الا عبر نادي وحيد هو نادي أطفال البساتين رغم أهمية الرصيد العقاري هناك وامتداد المساحات الخضراء. حي مهمش وبعد حي حشاد الحي الرمز للمناضل الوطني فرحات حشاد حي عريق يعود تأسيسه لفترة الستينات كما تحدث عن ذلك قدماؤه الا انه حي يعاني من اشكاليات مزمنة لعقود خلت منها ما يتصل بالبنية التحتية وحمايته من مخاطر الفيضانات في ظل عدم انجاز مشروع رصدت لأجله مليارات في عهد النظام السابق من ميزانية الدولة الا انها بقيت حبرا على ورق. وفي هذا الاطار قال كل من «الطيب الحريزي» و«محمد علي الخضراوي» من بين سكان هذا الحي : «نحن معزولون.. الميلوسي والاوحال تغرق منازلنا والمدرسة وجبل بوكبوس غير محمي ولم يتم تفعيل مشروع مده ووادي حنيني او المعروف بواد عباس رغم ما رصد له من قبل الثورة من اعتمادات ناهزت 7 مليارات ..كما ان الشبكة التي تم احداثها بعد الثورة لصرف المياه بالحي محدودة النتائج ومشروع التهذيب كان دون جودة تذكر في الانجاز .. ولم تمثل الحل البديل الامثل فالفيضانات تحاصرنا شتاء ونعجز عن التنقل والوصول الى أبسط الفضاءات وتغرق كل الشوارع والمعابر لأيام» . وهو تقريبا ذات التصريح لمنجي الغربي مدير المدرسة الابتدائية حي حشاد الذي شدد على ان ابرز الاشكاليات المتواصلة تتمثل في الفيضانات التي تأتي على كامل المنطقة السكنية والفضاءات بها منها المدرسة وذلك رغم مشاريع التدخل وحجم الاعتمادات المرصودة التي تم انجازها للغرض. اما «شيماء» و«زهرة» فلاحظت ان : «لعقود الحي يعيش التهميش والاهمال وتواصلت ذات الوضعية بعد الثورة ..نحن في عزلة ابنائنا كل موسم شتوي لا يستطيعون مواصلة الدروس لأيام فالمدرسة كغيرها من الفضاءات تغرق في المياه الراكدة والاوحال والميلوسي. والفياضانات التي تأتي على كل شيء ..منطقتنا قدمت شهداء للثورة وايضا جرحى لكن بقيت خارج الضوء من اجل حياة كريمة لسكانها على عراقتها ...لا عزاء للشباب هنا الا المقاهي في ظل تفاقم البطالة .كما انه مع انعدام اي مرفق ثقافي انتشرت المخدرات في صفوف الشباب والمراهقين ...نطالب لفتة لحيّنا العريق الذي لا يزال بين مطرقة التهميش وسندان التغييب عن البرامج التنموية» . اشكاليات عقارية عدد من الاهالي اشاروا الى ما اسموه غياب سلطة الدولة في اطار مقارعة البناء الفوضوي الذي نال كثيرا من المناطق الخضراء وأملاك الدولة وأتى على جمالية المنطقة وحماية سكانها حيث تنتشر المنازل هناك وهناك واحيانا دون ترخيص للبناء وفي اماكن خطرة. كما ان ظاهرة الضيعات العشوائية وانتشار ما عرف «بالزريبة» والحيوانات السائبة دون حسيب ولا رقيب عمق من تهميش الحي في ظل افتقاد دوريات أمنية. كما حدثنا قدماء الحي عن رصيد غير مستغل من الاراضي الدولية وهو ما عمق عزلة السكان الذين يرنون الى تغيير واقع الحال بإحداث فضاءات ترفيه وثقافة لمنطقة منسية. مرافق معطلة عدد ممن تحدث الينا من اهالينا بحي حشاد شددوا على ان معتمدية بنزرت الجنوبية تعاني التهميش فليس من المعقول ان تتنفس الفئات الشبابية والاطفال ثقافة الا بنادي وحيد هو نادي حي البساتين وفق تعبيرهم وفي ظل ارتفاع معدل البطالة في صفوف شبابه رغم انتصاب اكبر الفضاءات الصناعية بمحيطه. كما ان هذا الحي يعيش وضعا بيئيا مترديا في ظل ضعف الخدمات البلدية لدائرة المجلس البلدي مرجع النظر. بسمة العوني معتمدة بنزرت الجنوبية ل «الشروق» مليار و400 ألف دينار لبناء دار ثقافة ومكتبة عمومية قالت «بسمة العوني» معتمدة بنزرت الجنوبية : «سنعمل على تنظيم العمل المشترك بين كل المتدخلين العموميين وضبط الاجراءات الواجبة واللازمة لحماية الشبكات المختلفة على مستوى الطريق رقم 11 وكامل مسار الاشغال المبرمجة في اطار المشروع الخاص بحماية مدينة بنزرت من الفيضانات على مستوى بنزرت الجنوبية الذي انطلق الاربعاء الماضي . وبخصوص المشاغل الثقافية افادت المعتمدة :«لقد برمجنا بمنطقة المصيدة من بنزرت الجنوبية مشروعي بناء دار ثقافة باعتمادات بقيمة مليار ومكتبة عمومية بكلفة 400 ألف دينار». رئيس الدائرة البلدية بحشاد ل«الشروق» انطلقنا في مشروع حماية الحيّ من الفيضانات ردا على مجمل المشاغل البلدية المطروحة قال «محجوب الصالحي» رئيس الدائرة البلدية بحشاد : «حاولنا وفق الامكانيات المتوفرة منذ تنصيبنا كمجلس بلدي منتخب حلحلة الاشكاليات العالقة في مستوى توفير الخدمات البلدية من حالة مدنية وغيرها من الخدمات اليومية للمواطن وبخصوص النظافة عملنا على تحسين الوضع هناك عبر تكليف مقاول في اطار صفقة للتعهد بها لمدة ثلاثة سنوات بمناطق حشاد والمصيدة والبساتين والجلاء وبئر مسيوغة لكن مع هذا نجابه اشكال محدودية الكمية المرفوعة التي لا تتجاوز 20 طنا كما ان بعض المناطق السكنية تشهد نقصا في مجموع الحاويات. وفي ما يتعلق بظاهرة الحيوانات السائبة قمنا بحملات وتدخلات ميدانية بلدية بالتنسيق مع مصالح الولاية في الغرض كما نعمل على تدعيم الشرطة البيئية . اما بالنسبة لحماية هذا الحي من الفياضانات فقد تم ضبط مشروعين للتدخل انطلاقا من واد عباس ووادي الشبوحية وحفر مهر بتكلفة 11 الف دينار كقسط اول ووفق مراحل» . مشاهير الحي - وليد العياري ومحمد امين خليفي لاعبان سابقان بالنادي الرياضي البنزرتي. - الاديب والنقابي «عبد الكريم الخالقي» كاتب عام سابق للاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت. المهندس الدولي رضا الخليفي. أرقام ودلالات 30 الف ساكن مجموع سكان الدائرة البلدية بحشاد 11 ألف دينار اعتمادات في اطار مشروع حماية حي حشاد من الفياضانات في قسطه الاول