(الشروق) مكتب الساحل يعيش مجموعة من الشبان من أصحاب الشهائد الجامعية منذ مدة حالة توتر وانزعاج بسبب ما آلت إليه علاقتهم مع وكالة التعاون الألماني. وهي واحدة من المنظمات العالمية التي تشتغل في عدة مجالات أهمها التنمية. هذه الوكالة المعروفة بنشاطها في عدد هام من البلدان النامية تعزز نشاطها في تونس خاصة بعد الثورة في سياق المساهمة في إنجاح الانتقال الديمقراطي. وقد اعتمدت في ذلك على خدمات عدد من خيرة الشبان التونسيين الحاملين لشهائد عليا والخبراء في مجالات تنموية مختلفة. واستعانت بهم ضمن "مشروع دعم الحوكمة المحلية" للعمل مع بلديات تونسية ومساعدتها على وضع مخططات التنمية في مناطقها. وأكّد عدد من هؤلاء الخبراء الذين يمثلون فريق العمل ببلدية مساكن من ولاية سوسة وبلدية جندوبة ل "الشروق" أنه قبل نهاية عقد عملهم بشهرين توقفت الوكالة عن تمكينهم من رواتبهم مشيرين إلى أنه رغم اتصالاتهم المتعددة بمسؤوليها لتسوية وضعيتهم فإنهم لم يلمسوا أي جدية في معالجة الأمر رغم الوعود المتتالية التي لم تنفذ إلى حد الساعة. وهو ما أكدته ل "الشروق" السيدة سلسبيل بالحاج الخبيرة في البيئة والمتحصلة على شهادة في الهندسة المائية والتهيئة (تعمل ببلدية مساكن). وأشارت سلسبيل بالحاج إلى أنه في آخر اتصال بالوكالة تم التعهد بإعادة التمشي الإداري للمرة الرابعة على التوالي إلا أن الأمر لم يشهد أي تطور إيجابي. وهو ما جعلها تعتقد أن المسألة لم تعد تتعلق بمجرد تأخير في دفع الرواتب المستحقة. وهو ما حصل أكثر من مرة سابقا. بل تذهب إلى أنّ ما يحدث عملية تحيل على شبان تونسيين وضعوا ثقتهم في الوكالة وقاموا بتطبيق ما تعلموه على أحسن وجه لإثراء تجربة البلديات والحكم المحلي وما كان لذلك من انعكاس إيجابي على التجربة الديمقراطية التونسية الناشئة. وأضافت سلسبيل أنها وزملاءها أتموا المهمات الموكولة إليهم بكل تفان رغم تأخر رواتبهم ليجدوا أنفسهم في الأخير في وضعيات حرجة وغير قادرين على الإيفاء بالتزاماتهم المادية وتوفير ضرورياتهم الحياتية. ومن ناحية أخرى أكدت محدثتنا أنها وجدت نفسها مضطرة أمام هذه الوضعية الى عدم تجديد عقد العمل مع هذه الوكالة. فيما قبل غيرها بالأمر الواقع من منطلق أن لابديل لهم، داعية إلى تمكينها وزملائها المتضررين من مستحقاتهم المالية في أقرب وقت بعد أن طال انتظارهم أكثر من اللزوم.