شهدت العاصمة الليبية طرابلس ، أمس، تحشيدا عسكريا غير مسبوق من قبل المليشيات، وسط تجدد الاشتباكات التي اسفرت عن 5قتلى و20 جريحا، بما ينذر بحرب جديدة ، فيما كشفت تقارير ميدانية وجود حالات نزوح جماعية من العاصمة بسبب التوترات الأمنية. طرابلس (وكالات) وأكّدت تقارير ليبية اندلاع اشتباكات عنيفة، لكنها متقطعة، بين قوة حماية طرابلس واللواء السابع في ضواحي العاصمة ،وهو ما أجبر عددا من العائلات على النزوح من بيوتهم . وذكرت تقارير محلية في طرابلس، أن المليشيات قامت بإغلاق عدد من الشوارع بالسواتر الترابية . وتشهد منطقة قصر بن غشير القريبة من مطار طرابلس الدولي جنوب العاصمة، مواجهات بين قوة حماية طرابلس المشكلة من كتيبة ثوار طرابلس والنواصي وردع أبو سليم وباب تاجوراء والتابعة لحكومة الوفاق من جهة، وبين كتيبة اللواء السابع المعروفة باسم «الكانيات»، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وقال مصدر من العاصمة طرابلس في تصريح صحفي إن الاشتباكات بدأت امس الاربعاء وكانت متقطعة، ولكنها مرشحة لأن تكون أعنف وأكثر حدّة خلال الساعات القادمة، مضيفا أن الأسباب الرئيسية وراء اندلاع هذه المعارك، يعود بالأساس إلى إشراك قوة اللواء السابع في الترتيبات الأمنية، وهو أمر ترفضه قوة حماية طرابلس. وتلت هذه الاشتباكات، تحشيدات عسكرية ضخمة من الكتيبتين، وتبادل للتهم والتهديدات، إذ وجهت كتيبة اللواء السابع في بيان الثلاثاء، اتهامات لقوة حماية طرابلس بمحاولة خرق الهدنة وقيامها بتحشيدات عسكرية تهدف لزعزعة الاستقرار وجرّ المنطقة إلى حرب جديدة، بينما توّعدت قوة حماية طرابلس في بيانها، كل من يسعى وراء إثارة الفتنة واستغلال أمن العاصمة وأهلها لتحقيق مكاسب سواء كانت سياسية أو غيرها. وتأتي هذه التطورات الأمنية، في الوقت الذي تواصل فيه حكومة الوفاق تنفيذ الترتيبات الأمنية، بهدف إرساء الأمن داخل العاصمة بقوات شرطة نظامية، وإنهاء دور الميليشيات، وبعد 4 أشهر من اتفاق التزمت فيه الأطراف المتنازعة في طرابلس بوقف إطلاق النار تحت رعاية أممية، وصفه المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لاحقا، بأنه «هشّ وبحاجة إلى إجراءات داعمة ومتنوعة». ومن جانبه تعهد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، العميد أحمد المسماري، بأن القوات المسلحة لبلاده ستسحق أتباع قطر وتركيا في ليبيا داعمي الإرهاب. وقال المسماري، في تصريحات خاصة لوكالة «سبوتنيك»، امس: «قطر وتركيا تدعمان الجماعات الإرهابية في ليبيا، والجيش سيسحق أتباع هاتين الدولتين في الجنوب وكل المدن الليبية». وأكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي عدم وجود أي تنسيق مع وحدات عسكرية أخرى، ولفت إلى أن قواته البرية والجوية هي من تقود عملية التطهير في جنوب البلاد بالتنسيق مع قيادات القبائل هناك، موضحا أنهم يرحبون بالعملية التي تستهدف «عصابات تمارس السرقة والنهب والإرهاب وإقامة حد الحرابة بطرق وحشية وإرهابية». رأي خبير المحلل السياسي الليبي، كامل مرعاش: التطورات في العاصمة الليبية طربلس تشير الى ان حرب نفوذ جديدة ستندلع بين المليشيات ،من أجل السيطرة على المؤسسات الحيوية والاستراتيجية.. هناك اختلافات عميقة بين قوة حماية طرابلس وقوة اللواء السابع حيث ترفض الأولى اشراك الثانية في الترتيبات الامنية الجديدة، التي تقودها وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني.