الجزائر(وكالات) رفع الجيش الجزائري من حدة لغته التحذيرية في وجه من وصفهم بذوي «النوايا السيئة»، الذين يرغبون في إقحام المؤسسة العسكرية في معركة الانتخابات الرئاسية، معتبرا أن الإساءة للجيش إساءة للجزائر وشعبها. ويعد هذا التحذير الثالث في أقل من شهرين تصدره المؤسسة العسكرية الجزائرية، رفضا لما تعتبره حديثا من قبل السياسيين أو بعض العسكريين السابقين عن موقف الجيش الشعبي الجزائري من ترشيح الرئيس بوتفليقة للانتخابات الرئاسية القادمة. وحذر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ونائب وزير الدفاع الوطني، الفريق قايد صالح، من «النوايا السيئة» لبعض الأطراف، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية. واعتبر بيان لوزارة الدفاع الوطني وقعه قائد الجيش قايد صالح، نشرته وكالة الأنباء الجزائرية، ، «محاولتهم إصدار أحكام مسبقة ليست لها أية مصداقية إزاء مواقف المؤسسة العسكرية من هذا الاستحقاق». وهدد بمقاضاة من يزج بالجيش في معركة الانتخابات المقبلة، حيث قال؛ إن «الضوابط القانونية تبقى دوما هي الراصد والمتصدي لأي تصرف أو تجاوز وتبقى هي الحامي لمصلحة الجيش الوطني الشعبي ومصلحة الجزائر، وهو ما يحتم بأن تبقى هذه الضوابط القانونية سارية المفعول تحتفظ من خلالها مؤسستنا بحقها كاملا في اتخاذ الإجراءات القانونية الملائمة ضد هؤلاء». وسجل البلاغ أن «من يسيء إلى الجيش إنما يسيء في حقيقة الأمر للجزائر ولشعبها». وقال صالح؛ «إنني أحرص بهذه المناسبة على التذكير، بل التنبيه مرة أخرى إلى مسألة هامة، تتمثل في تعود بعض الأشخاص وبعض الأطراف، ممن تحركهم الطموحات المفرطة والنوايا السيئة مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، على أن يحاولوا إصدار أحكام مسبقة ليست لها أية مصداقية إزاء مواقف المؤسسة العسكرية من الانتخابات الرئاسية، ويمنحون أنفسهم حتى الحق في التحدث باِسمها، باستغلال كافة السبل، لاسيما وسائل الإعلام». وتابع أن «هذا النوع من الأشخاص أعمتهم المصالح الشخصية الضيقة والطموحات المفرطة البعيدة كل البعد عن إمكانياتهم الحقيقية على أكثر من صعيد، هؤلاء الرهط من البشر أصبحوا اليوم يتبنون دون حياء هذا النهج في القول والعمل، مبتعدين بذلك عن الأعراف والأخلاقيات الحميدة التي فطر عليها الإنسان الجزائري السوي واعتنقها الشعب الجزائري وجعل منها أحد مميزاته التي يعرف بها وتميزه عن الآخرين».