يمثل سكان المناطق الريفية بجندوبة 72 % من جملة سكان الولاية البالغ عددهم 401 ألف , 47 %منهم يقطنون المناطق الحدودية في ظروف عيش قاسية تآمرت فيها عليهم الطبيعة والفقر والبطالة وتهميش الحكومات المتعاقبة. جندوبة (الشروق) هذا الوضع جعل عديد المناطق من أرياف معتمدية فرنانة وعين دراهم و غار الدماء وبدرجة أقل معتمدية بلطة بوعوان وطبرقة النائية تعيش واقعا صعبا للغاية كانت له انعكاسات صحية واجتماعية واقتصادية على آلاف العائلات . فتنقل سكان المناطق الحدودية محفوف بالمخاطر والصعوبات في مسالك ملتوية وجبلية تتحول شتاء إلى أوحال فتعزل عديد المناطق التي تضم مئات العائلات يسكنون الأكواخ أومساكن متواضعة تتألف من غرفة أوغرفتين تستضيق على أهلها منهم من جادت عليه « أيادي الخيرين» فتزود بالكهرباء ومنهم من مازال يقضي ليله على ضوء الشموع والقناديل ومواقد النفط . فالفقر حسب المواطن محسن البوكحيلي سيد الموقف فمع نزول كل قطرة مطر يتوجس المتساكنون من سقوط اكواخهم فمتى تنتهي مأساة هؤلاء وهل يوجد لمثل هؤلاء مكان في برنامج الاحزاب؟ المواطن ذيابي المزريقي أكد أن الفقر بالأرياف والمناطق الحدودية بمختلف المعتمديات سببه غياب موارد رزق قارة فالمحظوظ منهم يملك البعض من الماشية عددها على أصابع اليد لا تكفي لنفقات الدراسة والمصاريف اليومية مما يضطر أغلبهم الى العمل في فترات قصيرة بحضائر الغابات ,والغريب في الأمر أن معظم السكان هناك لا يتمتعون بدفاتر علاج مجانية ولا منحة العجز ولا تحسين المساكن أوإزالة الأكواخ هذا إضافة لصعوبة تحصيل وسائل التدفئة فحتى التقليدية واقصد حطب الغابة غير متوفر. نزوح مئات العائلات بسبب الفقر وغياب مقومات العيش الكريم والعزلة التي تعيشها المناطق الحدودية النائية في نزوح مئات العائلات , وهي مسالة تبدوخطيرة من الناحية الأمنية حيث بقاء المنازل المهجورة بلا متساكنين يمكن أن تتخذ منها العناصر الإرهابية التي تظهر تحركاتها بين الحين والآخر أماكن الاختباء وأوكار تحركاتهم الإرهابية الغادرة كما حصل منذ سنتين بمنطقة الفوازعية بغابات معتمدية فرنانة حين تحصنت مجموعة إرهابية بمنزل مهجور وتبادلت اطلاق النار مع وحدات الحرس والجيش البواسل ومن الطاف الله تم التصدي لها وإحباط مخططها الإرهابي الغادر . فبقاء المنازل مهجورة يتطلب خطة أمنية في الغرض يكون عمادها جرد المساكن ومراقبتها وتنظيم حملات تمشيط دورية لها لقطع الطريق أمام خفافيش الظلام لاستغلالها . أولوية للمناطق الحدودية من جانبه أكد المعتمد الاول للولاية رشيد بن مصباح أنه وبسبب ارتفاع نسبة الفقر وغياب السكن اللائق تم في معتمدية فرنانة على سبيل الذكر تمكين 2841 عائلة من المنحة القارة للعائلات المعوزة و2931 عائلة من دفتر العلاج المجاني من جملة 19700 منتفع بكامل الولاية اضافة ل 8573 عائلة منتفعة بالتعريفة العلاجية المنخفضة . كما تم تمتيع 342 عائلة من المساكن الاجتماعية في اطار البناء الذاتي موزعة على 266 منتفعا عبر ازالة المساكن البدائية بالهدم واعادة البناء على عين المكان و9 منتفعين بالبناء في مكان اخر و67 منتفعا عبر تحسين واضافة أجزاء هذا اضافة ل 229 منتفعا عن طريق بناء عبر المقاولات من جملة 1079 مسكنا بكامل الولاية كما تم ادراج عدد من الطرقات والمسالك لفك عزلة الارياف وتيسير ظروف التنقل . كما أنه وفي اطار تحسين ظروف العيش لمتساكني المناطق الحدودية والريفية والتشجيع على الاستقرار تمتعت 1079 عائلة من مساكن اجتماعية وهورقم هام سيقلص من عدد الأكواخ كما أنه وفي اطار فك عزلة هذه المناطق الحدودية تم صيانة ومد عدد هام من المسالك والطرقات بمختلف المعتمديات تقريبا . محمود غربال المدير الجهوي للشؤون الاجتماعية بجندوبة أكد أن 19520 مواطنا أغلبهم من الارياف يتمتعون بدفتر العلاج المجاني وأن 18325 يتمتعون بالمنحة القارة الخاصة بالعائلات المعوزة ,كما تم استرجاع 5 آلاف بطاقة علاج مجاني وتوزيعها على مستحقيها في إطار برنامج تطهير قامت به اللجنة الجهوية للشؤون الاجتماعية المتكونة من الشؤون الاجتماعية والقباضة المالية والصحة ووزارة المرأة والتضامن ورابطة حقوق الانسان والتي تنظر في الملفات . أرقام ودلالات 401 ألف عدد سكان جندوبة بعد أن كان 420 ألفا. 72 % من السكان يقيمون بالوسط الريفي. 18325 يتمتعون بمنحة العائلات المعوزة.