حذّر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي من امكانية خروج الوضع في تونس عن السيطرة في الفترة القادمة بسبب الاضرابات والاحتجاجات رغم أن الاضراب العام الأخير كان سلميا وهادئا على حد قوله. تونس الشروق: قال راشد الغنوشي في تصريح اعلامي مؤخرا لوكالة «بلومبرج للأنباء» أن ضغوط الدائنين الدوليين مثل صندوق النقد الدولي يمكن أن تهدد الاستقرار الذي تعيشه تونس بعد تعطل الوصول إلى توافق بين الحكومة واتحاد الشغل وفي ظل ما أصبحت تعيشه البلاد من تقلبات اجتماعية خطيرة. حالة استثنائية وجه الغنوشي دعوة لصندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية حتى تضع في حسابها الموقف الانتقالي الذي تمر به تونس معتبرا أن مواصلة ممارسة هذه المؤسسات ضغوطها على تونس يمكن أن يؤدي إلى حصول «الانفجار». وقال في هذا السياق أنه يمكن تفهم البرنامج الاصلاحي الذي ينفذه صندوق النقد الدولي في تونس لكن لا توجد ضرورة لممارسة ضغوط أكثر من اللزوم على غرار إلغاء الدعم أو عدم زيادة الأجور. فالحكومة أصبحت على حد قوله تتعرض لضغوطات ثنائية بسبب شروط صندوق النقد الدولي من جهة وبسبب مطالب النقابات العمالية من جهة أخرى. حكومة تحت الضغط تقول الحكومة بمناسبة كل تحرك احتجاجي أو اضراب ان وضعية المالية العمومية صعبة ولا يمكنها تلبية طلبات الزيادة في الاجور ولا يمكنها ايضا مزيد الانتداب في الوظيفة العمومية وأنها مطالبة كذلك باتباع سياسة تقشفية تستند على التخلي التدريجي عن الدعم وعلى الرفع الدوري في أسعار المحروقات وفي نسب الفائدة البنكية وعدم توفير الحماية اللازمة لسعر صرف الدينار، إلى جانب الترفيع من حين لآخر في حجم الضغوطات الجبائية. وكل ذلك استنادا الى شروط البرنامج الاصلاحي الذي وضعه صندوق النقد الدولي لتونس مقابل تمكينها من بعض التمويلات. من نعمة إلى نقمة وكان أمين عام اتحاد الشغل نور الدين الطبوبي قد دعا في وقت سابق كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إلى ضرورة تفعيل علاقاتهما مع الأطراف المالية الدولية من أجل مطالبتها بتفهم الوضعية الاستثنائية والهشة في تونس وإيجاد حلول للازمة التي استفحلت في البلاد. وهو ما ذهب إليه خبراء بالقول أنه على صندوق النقد الدولي تفهم صعوبة الوضع في تونس والاقرار ب»فشل» أو على الأقل عدم تقدم البرنامج الاصلاحي الذي يسعى لتنفيذه في تونس وبتحول هذه الاصلاحات «من نعمة إلى نقمة» لأن التونسيين لم يقدروا على تحمل كمّ كبير من الضغوطات والتضييقات التي اصبحت مسلطة فجأة على معيشتهم نتيجة سياسات الحكومة المفروضة من صندوق النقد الدولي. وهو ما ذهب إليه راشد الغنوشي بالقول أنه على هذه المؤسسات تفهم الوضع الصعب في تونس حتى لا يتفاقم الوضع الاجتماعي والاقتصادي وتنفجر الامور أكثر.. أبرز ضغوطات صندوق النقد الدولي عدم الزيادة في الاجور إيقاف الانتدابات في الوظيفة العمومية الزيادات الدورية في أسعار المحروقات التقليص التدريجي لدعم بعض المواد الزيادة في نسب الفائدة البنكية التحرير التدريجي لسعر صرف الدينار توظيف ضرائب إضافية