قرر الذين حضروا مؤخرا اجتماع تونس الأخير أن يعقد المؤتمر الانتخابي لنداء تونس ايام 2و3و4 مارس 2019. وهو موعد يتزامن عن قصد أو عن غير قصد مع ذكرى 2 مارس 1934. وهو تزامن يريده غالبية الندائيين في الشكل والأصل. فمؤتمر قصر هلال 34 كما يعلم الجميع أفرز قيادة شابة جديدة أدت إلى تكوين حزب قوي حقق لتونس نجاحات عديدة. وما يتمناه طيف هام من مناضلي النداء ومع أن الأمنيات صعب تحقيقها هو أن يفهم الجميع أن الحركة في حاجة إلى تغيير نوعي يقطع مع عقلية المكاسب الفردية والانتهازية ويفسح المجال لكل الطاقات للمنافسة من أجل التواجد في الصفوف الأمامية وقيادة الحزب بروح جماعية. وبالعودة إلى مؤتمر قصر هلال لا نريد لا إقصاء ولا طردا بل طي الصفحة وفتح صفحة جديدة يكون فيها المؤتمر القادم عنوان لم الشمل وتوحد الندائيين ودرسا حقيقيا لا صوريا في الممارسة الديمقراطية التي تفسح المجال للقواعد المحلية والجهوية للمساهمة الفعالة في اختيار قيادييها على قاعدة الأفضل والأجدر لا على قاعدة الأقوى والقادر على السيطرة على سوق الانخراطات التي بدأ الحديث حولها وكل يغني على ليلاه. مؤتمر النداء هو مؤتمر الفرصة الأخيرة. لكن لا تبدو بوادره مشجعة. وهو ما يفرض على الغيورين من مناضلي النداء منذ سنوات خبرها الندائيون الحقيقيون أن يعيدوا البوصلة إلى مسارها الحقيقي حتى ينطلق مسار المؤتمر من النقطة التي يجب أن ينطلق منها ويبتعد اللاهفون عن المناصب ولو لفترة عن مركز القرار ويتقدموا للمؤتمرين ضمن قائمات انتخابية املنا أن تكون أكثر من واحدة وغير توافقية وأن يتنافس المتنافسون على قاعدة البرامج لا على قاعدة قربهم من زيد أو عمر. مؤتمر قصر هلال 2019 ان كتب له أن يعقد نرجو أن يظهر معه هلال سنوات جديدة في عمر النداء الذي فعل فيه بعض أبنائه ما لا يفعله العدو بعدوه وإلى حين اتضاح الرؤية التي تبدو ضبابية فلكل حادث حديث.