قريبا تحتفل الساحة الأدبية في العالم بمرور قرن ونصف على مولد الكاتب الروسي الشهير ماكسيم غوركي مؤسس الطريقة الأدبية الواقعية الاشتراكية ، وصاحب رواية " الأم " التي ترجمت الى اكثر من خمسين لغة وأعيدت طباعتها مئات المرات. ولد ماكسيم غوركي ، واسمه الحقيقي أليكسي مكسيموفيتش بيشكوف في مارس 1868 في نيجني نوفغورود بروسيا زمن روسيا القيصرية ، وهو أديب ومسرحي وناشط سياسي روسي ، اختار كنية " غوركي " ، وتعني باللغة الروسية " المر " ، لقبا مستعارا في إشارة الى واقع المرارة التي كان يعاني منها الشعب الروسي تحت الحكم القيصري والتي شاهدها الكاتب بعينه خلال المسيرة الطويلة التي قطعها بحثا عن القوت، وقد انعكس هذا الواقع المرير بشكل واضح على كتاباته وبشكل خاص في رائعته "الأم". عاش طفولةً فقيرةً وقاسية، وعمل في عدّة وظائف قبل أن يصبح كاتباً مشهوراً. كان في البداية من مؤيّدي الثورة البلشفية لكنه أصبح معارضاً لها بعد استئثار لينين بالسلطة. ترأّس غوركي اتحاد الكتّاب السوفييت. تناول غوركي في إبداعه، بخلاف أسلافه من الكتاب الروس ، حياة الفقراء والكادحين بصفتهم قوة لا تنال عطف الدولة ورعايتها، وإنما العكس من ذلك، اذ يراهم أصحاب القرار الفعلي في تحريك عجلة الدولة أوإيقافها. سجن غوركي أثناء أحداث ثورة 1905 نظراً لتوجيهه نداءً يدعوفيه إلى اسقاط النظام القيصري. ولكن السلطة اضطرت للافراج عنه تحت ضغط الرأي العام العالمي. كانت تربطه بلينين علاقة حميمة رغم اختلاف وجهات نظرهما بخصوص بناء الاشتراكية في روسيا التي كان الفلاحون يشكلون حوالي 80 بالمائة من سكانها. وكان غوركي كاتباً وشاعرأ ومؤلفاً مسرحياً. وقد تركت أعماله المسرحية أثراً عميقاً في تطور المسرح الدرامي في روسيا وفي العالم . ومن ابرز مؤلفاته الثلاثية المستوحاة من سيرته الذاتية "الطفولة" و"في معترك الحياة" و"جامعاتي" وكذلك رواية"الأم" ورواية "حياة كليم سامغين" . كما الف العديد من المسرحيات على غرار " الأعداء" و"المصطافون" و"في القاع" و"البرجوازيون الصغار". أقام غوركي علاقات شخصية وثيقة مع كبار الكتاب في روسيا (ليف تولستوي وأنطون تشيخوف وكورولينكو) وأوروبا وأمريكا (رومان رولان واناتولي فرانس وأندريه جيد ومارك توين). توفي في جوان 1936ودفن في موسكو عند جدار الكرملين.