عرف لدى الغرب بأمير الأطباء ، ولكنه بحث أيضا في الأدب والفلسفة تاركا عديد المؤلفات و الكتب التي ظلت مرجعا في التنوير و مناهضة الأفكار الدينية المتشددة . هو على الحسين بن عبد الله بن الحسن بن على بن سينا المعروف بابن سينا ولد ابن سينا سنة 980 في بخارى ( أوزباكستان حاليا ) وتوفيفيهمدان ( إيران حاليًا) سنة 1037 وعُرف باسم الشيخ الرئيس، وسماه الغربيون بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث فيالعصور الوسطى، وقد ألّف 200 كتابًا فيمواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب. ساهم ابن سينا في تقديم مجموعة من الإنجازات المهمّة في عالم الطبّ، والتي أدّت إلى تميّزه كطبيبٍ وعالم مشهور، و من أهمّ إنجازاته توضيح تأثير الهواء الفاسد في نقل الأمراض، فأشار إلى أنه يحتوي على موادَّ تؤدي للإصابة بالأمراض، والمعروفة في العصر الحديث باسم الجراثيم. كما استطاع أن يصف ويشرح العضلات الخاصة بالعين بشكلٍ صحيح و حرص على دراسة العديد من أنواع الأمراض، مثل السُّل الرئوي، والشّلل الدماغي، والتهاب السحايا، والسّكتة الدماغيّة و ميّزَ بين المغص الناتج عن المثانة والمغص الكلوي، وطريقة استخراج الحصاة الموجود في كلٍّ منهما. و يعد ابن سينا أوّل عالم يصف بدقةٍ التهاب غشاء الجنب، واستطاع أن يميّزه عن الخُرّاج الذي يُصيب الكبد، كما ميّزَه عن التهاب الرئة، وهو كذلك أوّل طبيب يُقدّم وصفاً حول الالتهاب الحاد للسّحايا، وميّزه عن أنواع التهابات السّحايا الأخرى . كما يُعدّ من الأطبّاء الذين حرصوا على تطبيق العلاج النّفسي، ودرس أثره في آلام الأعصاب، وكان يهتمّ بتقديم العلاجات النفسيّة للعديد من المرضين ويعتبر الفكر الفلسفي لابن سينا، امتدادًا لفكر الفارابي، وقد أخذ عن الفارابي فلسفته الطبيعية وفلسفته الإلهية أى تصوره للموجودات وتصوره للوجود وأخذ منه على الأخص نظرية الصدور وطور نظرية النفس وهو أكثر ما عنى به، كما صاغ برهان الصديقين الشهير فيإثبات وجود الله، ويدعى مخالفوه أنه كان يقول بنفس المبادئ التى كان الفارابي من قبله ينادى بها بأن العالم قديم أزلى وغير مخلوق، وأن الله يعلم الكليات لا الجزئيات، ونفيأن الأجسام تقوم مع الأرواح فييوم القيامة. وكُفر «ابن سينا»، بسبب أفكاره هذه من عدد كبير من معارضيه، وعلى رأسهم الغزالي فيكتابه «المنقذ من الضلال» وكفر أيضًا الفارابي، وأكد نفس المعلومات ابن كثير فيكتابه «البداية والنهاية»، كما قال ابن العماد الحنبلى في«شذرات الذهب»، أن كتاب ابن سينا «الشفاء»، اشتمل على فلسفة لا ينشرح لها قلب متدين، أما ابن تيمية أكد أنه كان من الإسماعيلية.