ضمن الأنشطة الفنية المؤثثة لأيام الجهات في مدينة الثقافة، التي حلت القصرين ضيفة عليها يوم الجمعة، استقطب أنظار الزوار معرض للفن التشكيلي يتألف من عدة منحوتات طوعتها أنامل الفنان يامن العبدلي، أصيل الجهة. هو شاب عصامي التكوين، يعمل مستشار تدريب بوكالة التكوين المهني بالقصرين، حل بمدينة الثقافة رفقة مجموعة من مواطنيه من المبدعين والفنانين الذين قدموا لزوار المدينة صورا تعكس الوجه الآخر للجهة بعيدا عن الإرهاب والاحتجاجات الاجتماعية. في تقديمه لمنحوتاته، أوضح يامن في حديث مع "وات" أن عمله يرتكز بالأساس على "الخردة" (بقايا مواد معدنية وحديدية مستعملة)، لا تملك في ظاهرها أي قيمة، لكنه يطوعها بأنامله وبما يحمل من أفكار مبتكرة لتصبح تحفة فنية ذات بعد حسي وجمالي ونقدي. وقال الفنان التشكيلي البالغ من العمر 38 سنة، إن أهم موضوع يتمحور حوله هذا "المعرض الفني للرسوم الحديدية" هو التحديات التي يواجهها المواطن التونسي اليوم عموما وشباب الجهة على نحو خاص. وتتنوع الأعمال المعروضة بين منحوتات ولوحات تعبر عن ظواهر اجتماعية كالهجرة غير الشرعية ومعاناة الشباب التونسي بسبب البطالة والتهميش، ولم ينس الفنان الشاب العمال أيضا، فعبّر عن اضطهادهم في العمل من خلال منحوتة أطلق عليها اسم "عمال المناجم". يمتلك يامن ورشة للنحت جعل منها ملاذًا له في أوقات فراغه، هناك يتأمّل قطع "الخردة"، يتصوّرها في أشكال متنوعة ويبتكر منها منحوتات فنية يؤثث بها رواقه الكائن بالفضاء نفسه، بمدينة القصرين، حيث يعرض للزوار ما أبدعت يداه من أعمال فنية لافتة. وشدّد يامن على أن هذه المبادرة الفنية الإبداعية تساهم أيضا في الحفاظ على البيئة عبر تجميع كل ما هو غير قابل للاستعمال وملقى في الشارع لتتم رسكلته من خلال إعادة تشكيله. وبيّن أن مشاركته في هذا اليوم الترويجي لجهة القصرين تُعدّ فرصة للتعبير عن مشاغل أهالي المنطقة ولتسليط الضوء لا فقط على التراث المادي واللامادي بل أيضا على المنجز الفني لمبدعين مغمورين.