ماهو معروض من لوحات تشكيلية ومنحوتات من عناصر طبيعية قوامها الرمال والحصى والحجارة وبقايا المعادن يترجم بعمق فيضا من أحاسيس الفنان التشكيلي والنحات رضا غانمي الذي تمت دعوته مؤخرا من قبل المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بسيدي بوزيد لإقامة معرض له بعد أن سجل نجاحات متتالية في مختلف المعارض في العديد من الجهات التونسية وخاصة بالعاصمة ويجسد معاناة الانسان في صراعه مع الطبيعة والحياة وذلك من خلال مالاحظناه من رموز وألوان حملها النحات لإبداعاته الفنية من ظاهرها وأما ما خفي فيبقى على الفنانين والنقاد والمفكرين أن يفككوا طلاسم هذه الأفكار وأن يفسروا أبعاد وأهداف ومرامي الفنان الذي حظيت منتوجاته بأهمية كبرى ولقيت نجاحا كبيرا على الصعيدين المحلي والجهوي ومن مختلف الشرائح الاجتماعية وخصوصا من قبل كبار الفنانين التشكيليين. ولمزيد التعريف بهذا الفنان فهو رضا غانمي من مواليد 1969 يقطن حاليا في قصر قفصة وهو عضو بجمعية الفنون التشكيلية بقفصة وعضو باتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين يتعاطى نشاط فنون النحت على الحجارة والجبس والاسمنت وتماثيل لمختلف النافورات المخصصة لتجميل الفضاءات العمومية بدأت مسيرته الفنية منذ كان صغيرا حيث كان يحتار ويفكر في كيفية تحول المتحرك الى جامد على ورق وكأنه لم يتغير في ظاهره وخاصة في بعض الحيوانات كالعصفور والضفدعة والأسد والجمل وغيرها وكذلك في بعض الأشياء الأخرى كالممحاة والقلم والجبل والبيت والسماء والظل و... وفي بعض التماثيل واللوحات الجميلة ومن ثمة بدأ الحس التشكيلي يساوره وقد كان تمثال الزعيم الأسبق الراحل الحبيب بورقيبة الذي مثل له النسخة الحقيقية لانسان متحرك (الزعيم) فتولدت له فكرة الطباعة لما يمكن تصويره والتمييز بين الألوان والتركيز على العناصر الأساسية في الأجسام فآل على نفسه أن يخوض هذه التجربة وشرع في مرحلة الانتاج وخاصة بعد انقطاعه عن الدراسة في السادسة ابتدائي لظروف مادية ملحة فتفرغ لمثل هذه الأعمال (الحدادة واللحام والنقش والدهن والحلاقة) دون أن يتقيد بقواعد ولاأفكار ولا تكوين ولا مكونين فهو عصامي التكوين وكون مجموعة مما نحتت أنامل أصابعه وبدأ يفكر في الانخراط في بعض الجمعيات والمشاركة في المعارض المحلية حيث كانت أول مشاركة له في معتمدية قصر قفصة في سنتين متتاليتين بمناسبة احياء ذكرى تحول السابع من نوفمبر ثم شارك في المعارض الجهوية التي نظمها الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بقفصة في معرض البرج الأثري بقفصة بمجموعة من اللوحات والتماثيل التي تجسد أغلبها«عروس البحر» ومجموعة من النسور والفيله وتماثيل أخرى من صميم الواقع ويتصل أغلبها بالجنوب التونسي والواحات الى جانب ذلك تمثال لعسكري تونسي يحمل مشعلا وقد أثار هذا التمثال اعحاب زوار المعرض لما بذله فيه من اخراج واتقان وذلك بشهادة بعض الأجانب الذين أبدوا رغبتهم في شراء بعض المنحوتات.