حراك ثقافي ابداعي ثري ومتنوع تعيش على وقعه هذه الأيام بلدية الحاضرة من خلال تعدد اجتماعات لجنة الفنون والثقافة والتربية والتعليم بإشراف المستشار المكلف بالشأن الثقافي في البلدية الكاتب والمبدع محسن بن نفيسة. وفي مفتتح جلسة الأربعاء الماضي للجنة بمقر البلدية أبرز بن نفيسة أن البلدية تخلصت من النشاط الثقافي للسلطة الى نشاط ينبع من المواطن على امتداد الخمس سنوات القادمة، من خلال ثلاثية " الوطن، الوطنية، المواطنة" , ثلاثية – والكلام لمحسن بن نفيسة لا تنفي حرية المبدع دون التخلي على أحد هذه الأولويات. وكشف محسن بن نفيسة ان الثقافة ليست من أولويات بلدية تونس بالقول " ليست هناك إرادة " بلدية " لاعلاء شأن الثقافة ...ما تنجزه وما تقدمه بلدية الحاضرة هي " ثقافة المناسبات" , لكن العزم كبير على تدارك مثل هذا التراخي في الشأن الثقافي البلدي, معترفا في ذات الوقت تفكيره أكثر من مرة في الاستقالة , غير انه اختار المواصلة – رغم الصعوبات والعراقيل – لكسب الرهان وإعادة اشعاع الشأن الثقافي البلدي. كورال عائلي وعودة الجوائز بدا التفاؤل والإصرار على كسب رهان الشأن الثقافي البلدي على كامل أعضاء لجنة الفنون والثقافة والتربية والتعليم ببلدية الحاضرة من خلال الإعلان عن انطلاق نشاط كورال الأطفال العائلي بالمركز الثقافي لمدينة تونس، وهو كورال يضم أطفالا يعشقون ويمارسون الموسيقى التونسية الاصيلة. كما استقر الرأي على إحياء " جائزة علي البلهوان للآداب" .. وهي الجائزة التي كانت احدى السمات البارزة للعمل الثقافي البلدي في ثمانينات القرن الماضي بدرجة أولى هذه الجائزة والتي سيكون الدكتور محمود طرشونة رئيس لجنة تحكيمها، ستنتظم في أكتوبر القادم وسيتم اصدار بلاغ رسمي خلال الأيام القليلة القادمة يحدد الشروط القانونية للمشاركة وقيمة الجائزة. نشاط آخر تم الكشف عنه في البرنامج الثقافي لبلدية تونس يتمثل في بعث "الجائزة الكبرى للفنون التشكيلية لمدينة تونس" في مارس القادم. أسبوع المسرح البلدي وروحانيات مدينة تونس تستعيد بلدية تونس حضورها المسرحي المتوهج من خلال التأسيس لتظاهرة " أسبوع المسرح البلدي " الذي سينتظم في الفترة من 6 الى 10 مارس من خلال مجموعة من الإنتاجات المسرحية التونسية على غرار " القبلة" للمخرج منير العرقي، و" حديث لجبال" لمركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة و" الطيب ككح" لفرقة بلدية تونس للتمثيل. وسيكون الجمهور على موعد في شهر رمضان " ماي 2019" مع الدورة التأسيسية الأولى لتظاهرة " روحانيات مدينة تونس" والتي ستتوزع سهراتها على فضاء القصبة والمركز الثقافي الدولي بئر الأحجار في المدينة العتيقة، وهذا الفضاء يعيش هذه الأيام على وقع عملية ترميم وصيانة هي الآن في مراحلها الأخيرة. ومن أبرز ملامح هذه التظاهرة التأسيسية الأول عروضا في الانشاد الصوفي لتجارب مختلفة الى جانب مسامرتين حول " تاريخ الانشاد الصوفي بمدينة تونس" والثانية حول " الطرق الصوفية بمدينة تونس ويحتضن فضاء مكتبة مدينة تونس المسامرتين ومن المنتظر ان تحيي " حضرة رجال تونس للشيخ توفيق دغمان " سهرة افتتاح هذه التظاهرة على ان يكون الاختتام مع عرض " الكورال العائلي لبلدية تونس ", وتتجه النية في ذات الوقت الى الانفتاح على تجارب صوفية لعدد من الدول الشقيقة والصديقة.