تونس الصباج: تعتبر مدينة القيروان التاريخية واحدة من أهم حواضر الدنيا لا فقط في تاريخ الحضارة العربية الاسلامية وانما ايضا في تاريخ الاجتماع والعمران البشري.. فهذه المدينة الرمز شأنها شأن عديد المدن العربية والاسلامية الاخرى مثل بغداد ودمشق والبصرة وفاس وشنقيط كانت لها تاريخيا مساهمتها النوعية في اثراء الحضارة والفكر الانساني بما انتجته من معارف وفنون وفكر.. مساهمة بوأتها لان تحتل مقعدا متقدما في صفوف المدن والحواضر والعواصم العالمية ذات التاريخ العلمي والحضاري التليد. وما من شك في ان المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم (الايسيسكو) وهي تعلن مدينة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية (2009) انما تحيل بقرارها هذا على ذلك الجانب المعرفي والثقافي والحضاري النيّر والثري في تاريخ هذه المدينة العظيمة وهي الاحالة نفسها التي يتوجب في رأينا ان تشتغل على جوهرها ودلالاتها جميع اللجان القائمة على وضع مختلف برامج وعروض وفعاليات تظاهرة «القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية (2009)». على قدم وساق ولأن موعد الانطلاق الرسمي لانشطة وفعاليات تظاهرة «القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية (2009)» قد اقترب (خلال شهر فيفري القادم على الارجح) فان التحضيرات والاستعدادات سواء منها التنظيمية او على مستوى المضمون هي اليوم في أوجها.. فمن لجان عُهد اليها بوضع البرنامج الفكري لهذه التظاهرة الضخمة التي ستتواصل على امتداد سنة 2009 وهي لجان تضم اكاديميين وجامعيين وباحثين تونسيين من مختلف الاختصاصات (آداب علوم انسانية تاريخ..) مثل الدكتور جعفر ماجد والدكتور المنجي الكعبي، الى لجان تضم كفاءات في مجالات الابداع وصناعة الفرجة ووضع التصورات للعروض الفنية والفرجوية الضخمة مثل رجاء فرحات ومراد الصقلي.. الى لجان اخرى قائمة على تعهد جانب التهذيب العمراني والصيانة لاحياء وأزقّة ومعالم مدينة القيروان التاريخية. كل هذه اللجان وغيرها هي اليوم في أوج عملها ونشاطها من أجل ضمان لا فقط انطلاقة ناجحة لتظاهرة «القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية (2009)»، بل وايضا برنامجا طويلا دسما ونوعيا لهذه التظاهرة يكون مشتملا على مجموعة عروض وانشطة ذات قيمة فنية وفكرية وثقافية عالية وفي مستوى الحدث. حفل افتتاح فرجوي الاصداء القادمة من اوساط القائمين على تظاهرة «القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية (2009)» تشير الى ان الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة/الحدث سيكون بعرض فني فرجوي ضخم تتداخل فيه انماط مختلفة من فنون الفرجة.. العرض سيكون في الهواء الطلق وستصاغ مشاهده ولوحاته الفرجوية ومواقفه التمثيلية انطلاقا من نص يعكف على وضعه الكاتب والسيناريست والشاعر الاستاذ علي اللواتي اما الجانب المشهدي والفرجوي فقد عهد بوضع التصور له للسينمائي الياس بكار.. في حين سيتولى الاشراف على وضع الموسيقى له الموسيقار والدكتور مراد الصقلي.. هذا عن عرض الافتتاح تحديدا.. اما عن باقي عروض وانشطة وفعاليات تظاهرة «القيروان عاصمة للثقافة (2009)» والتي ستنتظم على مدار السنة فانها ستشمل على عديد المواعيد مع انماط مختلفة من الانشطة فكرية وفنية وغيرها.. فمن محاضرات فكرية وتاريخية تتناول جوانب من الموروث المعرفي والحضاري والعلمي في تاريخ مدينة القيروان الاسلامية.. الى عروض ابداعية وفنية وفرجوية مختلفة ذات علاقة بطبيعة التظاهرة وماهيتها الحضارية مثل تنظيم مهرجان للانشاد الصوفي بمشاركة فرق للانشاد الصوفي من تونس ومن العالم.. الى غيرها من المواعيد والانشطة. تظاهرة «القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية (2009)» ستكون حافلة بالمواعيد والعروض والانشطة ذات القيمة الفكرية والفنية والثقافية.. عروض في مستوى هذا الحدث الثقافي الكبير الذي ستعيشه لا فقط مدينة القيروان على امتداد سنة 2009 الجارية بل وايضا تونس جميعها.. اعتبارا لان عديد الرموز الثقافية والجامعية التونسية القائمة على ادارة مؤسسات اكاديمية وثقافية مرموقة مثل مؤسسة كرسي بن علي لحوار الحضارات والاديان التي يرأسها الدكتور حسين فنطر هي منخرطة في جهود ضمان النجاح الثقافي والفكري لهذه التظاهرة.