إن من نعَم الله على خلقه أن يهيئ لهم في أوقات العُسْرة من تاريخهم رجالا أبطالا مخلصين نذروا نفوسهم للايثار والبذل والتضحية. والرئيس زين العابدين بن علي من طينة هؤلاء الرجال الذين اختارتهم الاقدار لصنع مصير شعوبهم ودفع عجلة التاريخ في عصرهم. وقد جاء الرئيس بن علي في الوقت المناسب للعمل المناسب وأثبت منذ مطلع فجر السابع من نوفمبر من خصال القيادة ما أكسبه شرعية لا ينافسه فيها أحد. قال تعالى: {واجعلْ لنا من لدُنك وليّا واجعل لنا من لدنك نصيرا} فالوليّ هو من يتولّى الامر، وقد قرن ابن الاثير الولاية بالتدبير والقدرة والفعل. واقترن ذكر الوليّ في اللغة بمعنى الصدق والنصرة والمحبة، فالوليّ هو الصديق والنصير والمحب والمرشد، والذين يردون الى مستوى الهداة البناة حين يتولون أمور بلادهم لابد أن يتحلّوا بهذه الصفات. والرئيس بن علي منذ أن تولّى الامر، كان كل ذلك في نفس الوقت، نصرة لشعبه وحبّا له وقربا منه وإرشادا له برسم معالم الطريق وفتح آفاق المستقبل. وأهليته التي أثبتت نفسها تستمد عناصر قوتها من شرعيته الموفورة بأبعادها الثلاثة. أولا: شرعية الانقاذ فهو الذي أنقذ تونس من أخطار الفتنة ومخالب المجهول وأخرجها من النفق المظلم وكانت على شفا حفرة من نار. ثانيا: شرعية الانجاز فالسابع من نوفمبر جدّد شباب تونس وأطلق طاقاتها وآخى بين فئاتها، فاذا بها كل يوم أبهى وأجمل، تُكمد حسّادها وتُعدّد أعيادها. ثالثا: شرعية استشراف المستقبل فالرئيس بن علي يشتغل على برنامج مستقبلي وهو الرجل الذي إذا وعد وفى وإذا قرر أنجز. رسم لتونس معالم غدها بوضوح في الرؤية ودقة في المتابعة، وتجاوزت نظرته الاستشرافية حدود بلاده، فحقق لوطنه الآمن والأمان في وقت صعب وعالم ممزّق، وقد فطن قبل كثير من قادة العالم الى الاخطار المحدقة بالبشرية. وما مبادراته «العالمية» مثل اقتراحه إنشاء صندوق عالمي للتضامن، حين هبّ لنصرة الفقراء والمساكين إلا دليل آخر على قدرته الابداعية ونظرته الانسانية. ومن الخصال العظيمة المشروطة في وليّ الامر: الامانة، التي امتدحها الله وعظّم شأنها في أكثر من موطن في القرآن الكريم. ذلك أن الوطن أمانة في عنق الحاكم وهو أمين عليه. وقد أثبت بن علي أنه كان أهلا لهذه الامانة وناهضا بكل أعبائها. فهو الأمين على حمى الوطن وسلامة أراضيه. وهو الأمين على تحقيق أمنه واستقراره. وهو الأمين على حضارته وتراثه. وهو الأمين على مكاسبه وإنجازاته. وهو الأمين على مسيرته التنموية ووحدته الوطنية. قال تعالى: {إنّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبيْن أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان}. لأجل ذلك، وبناء على كل هذه المعاني، أجدد ثقتي في الرئيس زين العابدين بن علي، وأرى فيه رجل الحاضر والمستقبل، وأساند ترشحه لرئاسة الجمهورية تحت شعار: (زين العابدين... الوليّ الأمين).