انطلقت امس التحقيقات الامنية والقضائية في حادثة فتح ابواب قنال مجردة، من قبل مجهولين، وتم فرض حراسة مشددة، على الابواب، في انتظار ما ستكشفه التحريات. جندوبة (الشروق) لا حديث بمدينة بوسالم و باقي مدن جندوبة، الا عن حادثة، اقدام مجهولين ليلة الاربعاء على فتح باب قنال مجردة، في عملية اجرامية، كادت تغرق مدينة بأكملها وتزهق الاف الارواح، وتتسبب في خسائر طائلة. وشغلت هذه الجريمة، اهالي منطقة بوسالم ومتساكني المدن التابعة لولاية جندوبة، ليعيشوا على وقع الخوف والرعب، من امكانية عودة المجرمين للمحاولة من جديد فتح ابواب القنال، لتستنفر بدورها الجهات المعنية وتقوم بتعزيز الحماية والقيام بالابحاث الاولية للكشف عن تفاصيل المخطط. انطلاق التحقيقات واعتبرت الجهات الرسمية، ان محاولة فتح باب قنال مجردة بطريق بوزديرة بوسالم، عمل اجرامي خطير ومدبر، وان الاطراف المجهولة، لو نجحت في مخططتها، فان مدينة بوسالم كانت ستغرق في المياه، وقد تكون الخسائر تفوق التوقعات. وقد عبر رئيس بلدية بوسالم الهاشمي البنقاجي في تصريح ل»الشروق»، عن استغرابه من الحادثة و من الاسباب التي تدفع بمجهولين الى ارتكاب مثل هذه الممارسات، التي كانت ستمثل كارثة وطنية، مضيفا ان اهالي بوسالم على يقين بان السلط المحلية والجهوية بصدد القيام بمجهودات بعد التقلبات الجوية الاخيرة. وحسب محدثنا فان الجميع من سلط جهوية و محلية و بلدية و حماية مدنية و فلاحة والادارة العامة للسدود و أمن و تجهيز، كانوا على استعداد، وحذر بسبب إمكانية فيضان وادي مجردة، وتم تفريغ المياه و اختيار التوقيت المناسب، لتنفيس الوادي، مضيفا ان هذه الحادثة الاجرامية ستكون محل متابعة من جميع الاطراف، للكشف عن جميع تفاصيل وحيثيات الجريمة. تفاصيل...خطيرة وقال رئيس بلدية بوسالم انه قام برفع قضية وان الوحدات الامنية والسلطات القضائية بصدد التحقيق وان البلدية، ستكون بالمرصاد لكل من سيثبت تورطه في الجريمة وكل من سيكشف عنه البحث، مضيفا ان ما يثير الانتباه، هو ان المجهولين تمكنوا من فتح البابين الأولين، رغم تواجد اقفالهما على عمق مترين اضافة الى وزنهما الثقيل الذي يتطلب رفعه من قبل اكثر من شخص، مشيرا الى ان الجناة فشلوا في المخطط، بعد ان عجزوا عن فتح الباب الاخير للقنال، مؤكدا انه بعد هذه الحادثة من الضروري تعزيز الحماية للسدود والقنال لاحباط اي سيناريو مماثل. الأمن...يحقق من جهة اخرى، افاد مصدر أمني في تصريح ل»الشروق» انه تم فتح تحقيق في الحادثة و تم رفع البصمات لعرضها على المخابر التحليلية و التي ستكشف عن هوية المتورطين في الحادثة. نفس المصدر، افاد ان هذه الجريمة غير عادية، وانه حسب الابحاث الاولية فان المتورطين مجموعة من الاشخاص، خاصة ان ابواب القنال مجهولة و وزنها ثقيل، الى جانب تواجدها في عمق مترين، مضيفا ان الابحاث قائمة للكشف عن جميع تفاصيل الواقعة. اهالي بوسالم...يطالبون بالمحاسبة من جانب اخر، فقد اعتبر أهالي مدينة بوسالم أن ما حدث يصنف ضمن الجرائم الخطيرة، مطالبين بفتح تحقيق جدي والكشف عن هوية المتورطين ومحاسبتهم. وفي هذا الاطار، أكد محمود البلطي الناشط بالمجتمع المدني أن هناك من يريد بالمدينة شرا، فبعد ان اوشكت المدينة على تجاوز شبح الفيضانات، بفضل تكافؤ مجهود الجميع، ليعمد مجهولون الى بث الرعب في صفوف الاهالي من جديد الذين اصبحوا يعيشون على وقع المخطط الاجرامي الذي قد يتكرر. وتابع محدثنا ان محاولة فتح الباب الذي يمنع تدفق الماء من وادي مجردة الى منطقة الخليج، لو تمت فان بوسالم الجنوبية ستغرق، مطالبا السلط الامنية باخذ الامور بكل جدية لان النية الاجرامية واضحة وهي اغراق بوسالم في الفيضانات، و ان هذه الجريمة مخطط لها باحكام، بعد أن اختار المجرمون التوقيت المناسب و كادوا بعملهم هذا ان يغرقوا المدينة في فيضانات ستكون نتائجها وخيمة على الأرواح و التجهيزات و الممتلكات. وطالب البلطي بضرورة الكشف عن هوية المجرمين و محاسبتهم و تصنيف ما قاموا به ضمن جرائم الخيانة العظمى و التعاطي مع الحادثة، بكل ما تفرضه من جدية. اما طارق الريابي من متساكني المدينة و ناشط بالمجتمع المدني، فقد اعتبر أن ما حصل مدبرا بليل و جاء كردة فعل من أشخاص لا تهمهم مصلحة بوسالم، وهدفهم كان نشر البلبلة، و احداث كارثة بالمنطقة، بعد أن نجح الجميع و بفضل عملية جهر مجردة في إنقاذ المدينة من فيضان، كان على الأبواب. طارق ختم حديثه، بالتأكيد على ضرورة الاعتبار من الحادثة من أجل مصلحة المدينة و التفكير الجدي في تثبيت المشروع الياباني لحماية مدينة بوسالم كحل جذري لمعضلة الفيضانات التي باتت هاجس كل «البوسالمية» . وادان اهالي بوسالم هذا العمل الإجرامي ، وطالبوا بتتبع الضالعين فيه و الكشف عن هويتهم، مؤكدين ان المجرمين غرباء عن الجهة ولا يمثلون بوسالم. حلول عاجلة وفي انتظار، ما ستبوح به التحقيقات الامنية والقضائية، اتخذت مصالح الفلاحة و البلدية و الامن اجراءات عاجلة، تمثلت في تكثيف الحراسة على منشاة ابواب القنال و تكثيف الدوريات الامنية. كما ان البلدية ستنجز بناية للابواب تمنع وصول الاطراف الغريبة اليها، تفاديا لمثل هذه الحوادث في المستقبل. وتبقى محاولة فتح أبواب قنال مجردة بمدينة بوسالم، تحمل أسرارها، في انتظار ما ستكشفه التحقيقات، التي لا بد أن تفك لغز الجريمة، حتى لا تمر في الخفاء، و تكون نتائجها، عبرة لمن يعتبر خاصة في ظل الخسائر التي كانت ستؤدي إليها لو نجح المخربون في عملهم. عبد الكريم السلطاني