الجزائر (الشروق) الطاهر إبراهيم تعهد الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، بدعم تونس والوقوف إلى جانبها وتعميق التعاون بين البلدين، في ضوء الإطار المخلدة لملحمة ساقية سيدي يوسف. في رسالة وجهها لنظيره الباجي القايد السبسي، بمناسبة ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف، أكد الرئيس الجزائري أن هذه المناسبة الخالدة ستظل فرصة لتثمين أواصر الأخوة والتعاون بين بلدينا ومصدر إلهام للأجيال القادمة. وأضاف بوتفليقة، في برقيته قائلا:"يطيب لي، بمناسبة إحياء الذكرى الواحدة والستين لأحداث ساقية سيدي يوسف الخالدة، أن أعرب لفخامتكم، باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات،راجيا من المولى العلي القدير أن يديم عليكم الصحة والعافية، و يهب الشعب التونسي الشقيق مايتوق من تطور وإزدهار تحت قيادتكم الحكيمة ". وأضاف رئيس الجمهورية الجزائرية قائلا:"وإننا إذ نقف في ذكرى هذه الملحمة البطولية وقفة إكبار وإجلال ترحما على أرواح شهداء بلدينا الأبرار، اللذين امتزجت دماؤهم الطاهرة على أديم الأرض، نستحضر تضحياتهم التي سجلوا بها أعظم صور التضامن والتلاحم والتآزر بين شعبينا الشقيقين، في كفاحهما المشترك من أجل التحرر من نير الإستعمار وإستعادة السيادة والإستقلال" . وتابع بوتفليقة أن "هذه المناسبة الخالدة العزيزة على قلوبنا جميعا، بما تحمله من أنبل المعاني والقيم، ستظل فرصة لتثمين أواصر الأخوة والتعاون بين بلدينا ومصدر إلهام للأجيال القادمة للمضي قدما نحو مستقبل واعد يستجيب لتطلعات شعبينا الشقيقين في الرقي والإزدهار، ووفاء منا لنهج شهدائنا الأبراروإدراكا لما تقتضيه هذه المرحلة من مزيد التعاون والتكامل". وختم بوتفليقة قائلا:"ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أجدد لفخامتكم حرصنا الدائم وعزمنا الراسخ على مواصلة العمل معكم، من أجل تمتين وتوطيد الروابط التاريخية والحضارية التي تجمع شعبينا الشقيقين والإرتقاء بالتعاون بين بلدينا إلى أسمى المراتب خدمة لمصالحهما المشتركة". إلى ذلك، أوضح والي سوق أهراس فريد محمدي، في تصريحات ل«الشروق» أن تدشين عملية تزويد منطقة ساقية سيدي يوسف التونسية بمادة الغاز انطلاقا من منطقة الحدادة الجزائرية، جاء تنفيذا لقرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والذي يأتي تزامنا مع إحياء الذكرى ال 61 لمجازر ساقية سيدي يوسف.وأوضح محمدي أن تجسيد هذه المشروع يمثل عربون محبة وصداقة وأخوة بين الشعبين الشقيقين الجزائري و التونسي ويعكس تضامنهما وتلاحمهما في جميع الظروف.وشدد أن مشاريع تنموية كثيرة استفادت منها الولاية بتمويل من صندوق تنمية المناطق الحدودية على طول 90 كلم مع تونس ستمكن من التكفل بانشغالات ساكن هذه المناطق وبعث تنمية جديدة بها وتحقيق الإستقرار على مستواها، وفق تأكيده. إلى ذلك، دعا وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي،وُلاّة الولايات الحدودية إلى العمل من أجل بلوغ الهدف المشترك مع الجانب التونسي، وتحقيق تنمية وتأمين المنطقة الحدودية.وقال بدوي إنّه تّم توقيع عدّة اتفاقيات توأمة بين ولاياتٍ جزائرية ونظيراتها من تونس الشَّقيقة، مشيرا إلى أنّ مستوى التعاون بين وزارتي داخلية الجزائريةوالتونسية، عرف مسارا جِدُّ مُطَمْئِن تَعزَّز بالتوقيع على اتفاقٍ أمني شهر مارس 2017.وشدد في خطابه خلال الاحتفالات الرسمية" أنّنا مدعوّون إلى العمل جنباً إلى جنب على تكثيفِ التّنسيقِ والتشاور من أجل الحِفاظ على الأمن والاستقرار على مستوى حدُودِنا المشتركة، وتسخير إمكانيّاتنا وقُدراتِنَا لصدِّ كل محاولة للمساس باستقرارنا وأمننا". و ذكّر وزير الداخلية الجزائري بالاتفاق عليه خلال اللّقاء الذي جمعَ ولاّة الولايات الحدودية الجزائرية بنظرائهم التونسيين في أكتوبر 2018 بتونس، والذي حمل شعار "الجزائروتونس تواصلٌ دائم وآفاقٌ واعدة"، حيث كُلّل بمجموعة من التوصيات المهمّة، تمسُّ مجالاتٍ مختلفة، من أبرزها السّعي إلى تحديثِ الطرقات والمسالكِ المؤدّية إلى مراكز العبور الحُدودية، مما يسهل تنقُّل المسافرين بين البلدين وتحسين ظروف استقبالهم، فتح وتهيئة المسالك الغابيّة، وتبادل التجارب العلميّة والطبيّة عبر توأمة المؤسسات الإستشفائية على الشريط الحدودي،والخبرات في المجالِ الفلاحي وتنظيم ملتقياتٍ فنية وعلمية مُشتركة لهذا الغرض.