الجزائر(الشروق) باشر حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر، رسميًا حملة انتخابية مبكرة لصالح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أيامًا قليلة قبل إعلانه عن خوض السباق الرئاسي المقرر في 18 أبريل القادم. وحشد زعيم «جبهة التحرير الوطني» ورئيس مجلس النواب، معاذ بوشارب، آلاف الأنصار في مركب القاعة «البيضاوية» كبرى صالات العاصمة الجزائرية، لدعم ترشح بوتفليقة بعنوان «الاستمرارية دعامة أساسية للاستقرار والتنمية». وشدد «ّبوشارب» أن «خيار ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات القادمة، لا رجعة فيه لأنه تكريس لاستمرارية البناء والتشييد». وتثير هذه المسألة جدلاً في الأوساط الجزائرية، بسبب تقدم الرئيس الحاكم منذ عام 1999 في السن إذ يحتفل بعيد ميلاده ال82 في الثاني مارس الداخل، وكذا مواجهته متاعب صحية منذ إصابته بوعكة في ربيع 2013. ورفض «بوشارب» في تصريحات حادة كل الانتقادات الموجهة لمسعى ترشيح الرئيس المتشبث بمنصبه منذ 20 عامًا، كما سخر الأمين العام لحزب الرئيس الجزائري، من دعاة الانتقال الديمقراطي بمفهومه «الجديد»، مطالبًا الساسة بإبعاد «المؤسسة العسكرية عن التجاذبات والصراعات السياسية»، وأضاف أنه «ينبغي ترك الجيش الجزائري يُمارس مهامه الدستورية بتأمين الحدود والسهر على أمن البلاد». وتدفع أحزاب وتنظيمات عمالية وجمعيات مساندة للرئيس إلى تمديد فترة حكم عبد العزيز بوتفليقة إلى ربع قرن، لكن بوتفليقة لم يعلن عن قراره في الترشح لفترة خامسة أو الانسحاب من المشهد السياسي لحد الساعة. وقد ضاعف موقف الرئيس الجزائري من الغموض الذي يضرب الساحة السياسية منذ فترة، بينما يُعرف بوتفليقة بأنه يفضل منذ بداية حكمه «السوسبانس»، ومن مميزات تسييره لشؤون الدولة هو الإعلان الفجائي عن القرارات والتعبير عن المواقف بربع الساعة الأخير. وتخوض الجزائر في أبريل القادم، انتخابات رئاسية يعتقد كثيرون أنها ستكون حاسمة، لكنها مرهونة بموقف من بوتفليقة إمّا أن ينسحب من السباق الرئاسي ويطوي بذلك حكمًا استمرّ منذ 1999، أو يُتمّم ربع قرن من التربع على عرش السلطة بقراره الترشح لولاية خامسة.