يعتبر موضوع البيئة والمحيط من المسائل الحساسة في اي منطقة باعتباره يتعلق بصحة وحياة المواطنين، الا ان هناك اخلالات وتجاوزات خطيرة جدا تمثل خطرا كبيرا على السكان . سليانة «الشروق»: ورغم ان الدستور تضمن الحق في حياة سليمة، الا ان هذا الحق لا يقع احترامه، مثل الحرق العشوائي للنفايات الطبية بمصب الدخانية بالكريب والذي اثار حفيظة المجتمع المدني والسكان والسلط البلدية على حد سواء . وقد التقت « الشروق « جميع المتدخلين للحديث عن الموضوع معالجة النفايات الطبية الخطرة في اطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص وبدعم من المركز الدولي للتنمية المحلية والحكم الرشيد وبتمويل من وزارتي الشؤون الخارجية الدنماركية والهولندية، تم بعث شركة « داسري ستريل» لمعالجة النفايات الطبية الخطرة بالمنطقة الصناعية بالكريب حيث انطلقت في الانتاج الفعلي في 22 جانفي 2016، هذا وقد ساهمت 10 بلديات من ولاية سليانة في تمويلها وعلى راسها بلدية الكريب كممثل عن باقي البلديات وكمرافق لكافة عمليات بعث وانطلاق ومتابعة سير المؤسسة .ويتمثل نشاط الشركة الرئيسي في نقل وجمع ومعالجة النفايات الطبية الخطرة .وتشغل 21 عاملا قارا حسب السيدة سارة البنوري صاحبة المصنع ومن بينهم 5 من حاملي الشهائد العليا. عدل تنفيذ... وتتبعات عدلية وفي هذا الاطار، يؤكد السيد لطفي السليطي رئيس بلدية الكريب حول الموضوع الذي اثار جدلا كبيرا بالجهة والمتعلق بمصب النفايات بجهة الدخانية وما يسببه من مخاطر على صحة متساكني الجهة، بان البلدية لم تبق مكتوفة الأيدي إزاء هذا الملف بل قامت بكل الإجراءات القانونية اللازمة، حيث تم لذلك معاينة المصب وذلك بحضور عدل تنفيذ، كما تم أيضا رفع قضية عدلية للغرض، بالإضافة إلى القيام بعديد المراسلات لكل من وزير البيئة والتنمية بتاريخ 30102018 ووالي الجهة في نفس التاريخ دون نسيان المدير الجهوي للبيئة بباجة بتاريخ 25102018، وذلك قصد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد وحدة معالجة النفايات الطبية بالكريب، ليختم ويقول بان قرارات الغلق لا تتخذها بلدية المكان بل هي مخولة لوزارة الإشراف دون سواها، ومع ذلك فان المجلس البلدي حريص كل الحرص لوقف هذا الخطر المحدق. اما وليد الحميدي القاطن بمدينة الكريب والناشط بالمجتمع المدني فطالب رئيس بلدية الكريب بالتدخل العاجل والفوري لفض الإشكال المتعلق بالمصب غير القانوني للنفايات الطبية المتواجدة بمنطقة الدخانية وما يسببه هذا الأخير من مخاطر صحية وبيئية على متساكني الجهة، خاصة وان عملية الحرق تمت في ظروف غير قانونية وبمنطقة على مقربة من السكان ومضيفا ان الاشكال الكبير في هذا الموضوع يتمثل في المخاطر الكبيرة للنفايات المحرقة وما تسببه من مشاكل جمة سواء على المواطن او على الطبيعة، ليختم ويقول بان المجتمع المدني بالجهة سوف لن يبقى مكتوف الايدي ازاء هذا الموضوع الخطير وسيواصل تحركاته في المستقبل الى حين وضع حد نهائي لهذه الكارثة البيئية. كارثة بيئية... لو لم تتدخل الاطراف المعنية اما عمر العبيدي (ناشط بالمجتمع المدني) فيضيف انه لم يعد من الممكن السكوت على ما يخلفه معمل النفايات بالكريب، من مضار ظاهرة للعيان فضلا عن تلك المخفية التي لا ندرك مخاطرها، حيث ومنذ فترة يواصل حديثه بان متساكني الكربة من منطقة الدخانية لاحظوا وجود روائح حارة وخانقة ويمكن تمييزها عن الروائح المعتادة (احتراق الحطب او العجلات المطاطية...) اذ تعتبر روائح من غير المتعارف عليها بالجهة وهي روائح اصابتهم بالاختناق وهي ناتجة عن تعفن الدم الكامن في بعض النفايات، ومضيفا انه بالبحث عن المضار الكبيرة التي ستخلفه النفايات التي يتم حرقها، تعتبر اشد واكثر خطورة، لانها تتسبب في انبعاث الكثير من الملوثات الضارة وبالتالي تكون لها تاثيرات كبيرة على الخصوبة والقدرة على الانجاب وقد تدمر لاحقا الجهاز المناعي، ومضيفا في ذات السياق انه اذا قمنا باطلاق هذه المواد خلال حياتنا فانها ستلازم الاجيال القادمة، ليختم ويقول بان ناقوس الخطر قد دق وان المجتمع المدني بالجهة قد قرر اتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على هذه الافة وبالتالي حماية الاجيال القادمة من خطر بات يهدد صحتهم. منافسة غير شريفة.... للاطاحة بالشركة السيدة سارة البنوري صاحبة شركة «داسري ستريل» للوحدة النموذجية لمعالجة النفايات الطبية الخطرة، والمتمركزة بالمنطقة الصناعية بالكريب، تقول في هذا الصدد، ان الشركة تخضع وجوبا الى مراقبة دورية ومنتظمة ومتداخلة بين عدة اطراف، ومضيفة انه تمت مراقبة الشركة بمعدل شهري من طرف وزارتي البيئة والصحة والداخلية، ومن خلال هذه الزيارات الفجئية تقول البنوري بانه يقع خلالها مقارنة جدول النفايات الواردة علينا والكميات التي وقع معالجتها وازالتها بالمصب المراقب بسليانة .وتضيف بان المؤسسة تحرص كل الحرص على احترام تراتيب العمل وعلى صحة العاملين والمحيطين بها. وازاء موضوع النفايات التي تم احراقها باحدى المناطق بجهة الدخانية وما تسببه هذه العملية من انعكاسات سلبية على صحة المواطن، تشير وانه على الرغم مما حظيت به المؤسسة من دعم الا انها تعرضت منذ فترة لمنافسة غير شريفة من بعض المؤسسات والتي تعمل جاهدة لافشال هذه الشركة وذلك من خلال ممارسات غير اخلاقية، تجلى ذلك عن طريق الاتلاف العشوائي للنفايات الطبية دون معالجتها وفي اماكن سكانية وعلى مقربة من مقر الشركة. وللحفاظ على بيئة سليمة يستطيب فيها العيش، وللحد من هذه الظاهرة الخطرة وجب على السلط المعنية وخاصة منها وزارة البيئة والمحافظة على المحيط اخذ التدابير اللازمة من خلال تطبيق القانون لمن تخول له نفسة تعكير صفو البيئة وخاصة بعد تكرر عملية حرق النفايات الطبية من حين الى اخر وبدون موجب قانوني بالمناطق الريفية بالكريب.