ذكرت مصادر متطابقة أن استقالة المجالس البلدية الجديدة إزاء ظاهرة الكلاب السائبة قد زادت في تغوّل هذه الظاهرة حتى في قلب العاصمة تونس. «الشروق» تونس: وفيما ارتبكت تدخلات جهاز الشرطة البلدية التي كانت تبيد سنويا نحو نصف مليون كلب سائب نتيجة ضعف الإمكانات اللوجستية وضغوطات المجتمع المدني الرافض قنص الكلاب السائبة أوقفت البلديات الجديدة في كافة أنحاء البلاد نشاط اصطياد الكلاب بواسطة «الخرطة» التي كانت لها مساهمة فعالة في تطويق ظاهرة الكلاب السائبة في ساعات النهار. نقص الذخيرة كما أكدت مصادر مطلعة أن جهاز الشرطة البلدية يواجه صعوبات جسيمة في ملاحقة الكلاب السائبة خلال ساعات الليل نتيجة الغيابات المتكررة للأعوان الممثلين لكل من وزارة الصحة والمجالس البلدية إلى جانب نقص الذخيرة ومعدات الصيد. كما توقفت خلال الأشهر الأخيرة مساهمات جمعيات الصيادين في قنص الكلاب السائبة بسبب رفض البلديات خلاص مستحقاتهم. وبالنتيجة شهدت الأشهر الأخيرة تغول ظاهرة الكلاب السائبة في مختلف أنحاء البلاد بما في ذلك قلب العاصمة. حيث يرابط نحو 100 كلب في نهج اليابان بمونبليزير. فيما تتجول الكلاب السائبة في نهج مرسيليا وباريس وحتى ساحة القصبة. أما في الأحياء الشعبية فصارت الكلاب تتجول مع الناس في الأنهج والأزقة حتى أن أحدها حاول مؤخّرا الدخول إلى مقهى في الضاحية الغربية. تخلف حضاري وإلى جانب الأخطار الصحية الجسيمة التي تطرحها الكلاب السائبة على صحة الناس وقطعان الماشية فإنها تعد مؤشرا خطيرا على التخلف الحضاري. حيث تنتشر عادة في البلدان الأكثر تخلفا في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية. وفي خضم هذا الارتخاء في معالجة الظاهرة رجحت مصادر متطابقة أن يكون عدد الكلاب السائبة قد تجاوز مليون كلب في تونس أي ما يعادل نحو ستة كلاب في الكيلومتر المربع.