التأمت بداية هذا الأسبوع بمقر ولاية بن عروس جلسة تقييمية حول مجابهة إمكانية تفشي ظاهرة وباء داء الكلب بالجهة بعد ان وقع التفطن إلى بعض البؤر الموبوءة بالجهة وشارك في هذا الملتقى ممثلون عن دائرة الإنتاج الحيواني وقسم الإرشاد والنهوض بالإنتاج الفلاحي بمندوبية الفلاحة وعن البلديات والإدارة الجهوية للصحة وعن الأمن العمومي بعدة دوائر وقد بدأ حسن وناس (مسؤول بلدي) تدخله باستعراض أهم الأنشطة والحملات التحسيسيه التي قامت بها السلط المحلية للوقاية من داء الكلب كالندوات وتوزيع المطويات التوعوية على المواطنين المالكين للكلاب وحثهم على تلقيح حيواناتهم في الإبان وعرضها على طبيب بيطري كلما لوحظت أول عوارض الداء على الحيوان. السيد رئيس منطقة حرس فوشانة المحمدية قال انه تم اقتناء ما يلزم من الذخيرة في نطاق الحملة لمجابهة آفة داء الكلب إذ استعملت منها 5000 خرطوشة لقتل 3000 كلب سائب علما وانه خلال الفترة المتراوحة بين شهري ماي وأوت 2012 تم تلقيح حوالي 11000 ألف كلب وهو ما يمثل تقريبا 90 بالمائة من الكلاب المملوكة كما ارجع رئيس قسم الانتاج الحيواني والارشاد أسباب ظهور بعض البؤر الموبوءة وخاصة بحي الهضاب فوشانة وحي الطياري وشبدة والمدينة الجديدة وسيدي فرج إلى الانفلات البيئي ما بعد الثورة وكثرة المصبات العشوائية للفضلات المنزلية والتي اصبحت فضاء تعيش فيه قطعان الكلاب السائبة زيادة على ان بعض المواطنين يعمدون إلى تربية الكلاب بإعداد كثيرة ثم يتخلون عنها فيما بعد مما ضاعف إعدادها وبصورة لافتة للانتباه. كما اضاف محدثنا ان حملات تلقيح الكلاب المملوكة أو قنص الكلاب السائبة متواصلة على مدار السنة ببعض المناطق الموبوءة كما ان جل الدوائر الفرعية للإنتاج الحيواني مفتوحة دوما أمام المواطن كلما اقتضت الحاجة ذلك ففي شهر سبتمبر الفارط مثلا تم تلقيح أكثر من 1600 كلب ممثل عن الإدارة الجهوية للصحة ببن عروس أكد ان مرض داء الكلب أو السعار هو مرض حيواني المنشأ يسببه فيروس يؤدي إلي التهاب حاد في الدماغ ويصيب الحيوانات البرية والاليفة ذات الدم الحار وتمثل الكلاب والخفافيش واللواحم البرية كالذئاب والثعالب المستودع الرئيسي لهذا المرض في الطبيعة كما أن لهذا المرض القدرة على الانتقال السريع من حيوان إلى أخر أو من الحيوان إلى الإنسان وذلك من خلال التعرض عن كثب للعاب الحيوانات الموبوءة أو عن طريق العض أو الخدش وداء الكلب هو من الإمراض التي يمكن توقيها باللقاحات وهي أكثر الاستراتيجيات مرد ودية في مجال وقاية البشر وإننا إلى حد الآن والحمد لله لم نسجل أي إصابة بشرية بهذا الداء بولاية بن عروس وذلك بفضل المجهودات الكبيرة والمكثفة بين كل الإطراف المتداخلة كوزارة الصحة ووزارتي الفلاحة والداخلية وكذلك تضافر جهود البلديات والمعتمديات وللقضاء نهائيا على هذا الوباء اقترح الحاضرون تكوين لجان يقظة من أخصائيين للكشف والإعلام المبكر عن بؤر التعفن لتطويق هذا الوباء ومتابعته بالتنسيق مع معهد باستور وتقيم نتائج مكافحته والوقاية منه وكذلك تمكين سائر البلديات من الذخيرة لاستمرار مواصلة حملات قنص الكلاب السائبة وتوفير الأدوية والتلاقيح اللازمة وتنظيم حملات استثنائية ودورية للنظافة بمختلف الجهات للقضاء على النقط السوداء وذلك برفع اطنان الفواضل المنزلية التي غزت الانهج والشوارع وذلك على شاكلة حملة النظافة التي نظمتها ولاية بن عروس خلال الأيام الأولى من شهر سبتمبر الماضي ببعض المناطق البلدية كالمدينة الجديدة والمروج وسيدي مصباح والمحمدية فوشانة. ولما لا دعم البلديات بمعدات جديدة وخاصة بعد حرق وإتلاف الكثير منها أثناء ثورة 14 جانفي وتوفير كميات من الحاويات المعدنية لتجميع الفضلات بكل نهج وشارع دعما لمجال النظافة. ومواصلة تكثيف المراقبة الصحية والاقتصادية على المحلات التجارية حماية لصحة المستهلك. رئيس الدائرة الصحية بفوشانة أكد أن السلط المحلية بولاية بن عروس أنهت بنجاح تطويق الخطر بعدة جهات في ظرف زمني قياسي وذلك منذ الإعلان عن أول بؤرة تعفن بحي الهضاب ولم يبق الآن أمامها سوى منطقة سيدي فرج من معتمدية المحمدية فوشانة والتي لا زلنا نعتبرها منطقة متعفنة بداء الكلب والمجهودات جارية لتطويق هذا الداء. الأطباء والبياطرة بالمنطقة أكدوا أن الوقاية خير من العلاج للحد من خطورة تفشي هذا الوباء ولا يكون ذلك الا بتضافر كل الجهود من مواطنين وأطباء وأعوان أمن وبلديات وذلك من خلال بوضع علامات على الحيوانات المتعفنة التي عضها أو خدشها كلب مسعور وعزل الحيوانات السليمة عن الحيوانات المصابة وقتل كل العواشب التي وقع عضها من الحيوان التي ثبتت اصابته بداء الكلب دون أن ننسى ضرورة تحديد مصدر العدوى وكذلك تحديد المناطق التي يحتمل تسرب العدوى إليها. أخيرا وجوب تكميم الكلاب التي تتجول في الطريق العام حتى ولو كانت مشدودة بمقود ويمنع خلال هذه الفترة اقتيادها خارج حدود المنطقة إلا لقتلها وحرق جثثها وردمها.