طرابلس (وكالات) نفى الجيش الأمريكي، أمس ، المشاركة في غارة على موقع لتنظيم القاعدة في مدينة أوباري الليبية، وهوما يتناقض مع تصريح لمسؤول ليبي. وقال المتحدث باسم فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس في بيان مساء امس، إن قوات أمريكية ليبية مشتركة «قصفت» موقعا يتمركز به عدد من أفراد تنظيم القاعدة بضواحي مدينة أوباري. وقال المتحدث محمد السلاك في بيان «يأتي هذا العمل المشترك بين المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني والحكومة الأمريكية، متزامنًا مع لقاء وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ووزير الخارجية محمد سيالة في الاجتماع الدولي لمكافحة تنظيم داعش الأسبوع الماضي». لكن القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا «أفريكوم» وهي المسؤولة عن القوات الأمريكية في المنطقة، قالت إنه رغم دعم الولاياتالمتحدة لما تصفها بجهود الحكومة الليبية المعترف بها دوليا في مكافحة الإرهاب، إلا أن القوات الأمريكية لم تشارك في الغارة. وقالت في بيان «القيادة الأمريكية في أفريقيا لم تشارك في الغارة التي جرى الإبلاغ عنها على موقع للقاعدة في أوباري في ليبيا يوم الأربعاء 13 فيفري 2019». وأضافت «القيادة الأمريكية في أفريقيا لم تشن أي ضربات جوية في ليبيا في 2019». وتعرضت ضواحي أوباري بجنوب ليبيا، مساء امس الاول، لقصف جوي استهدف مواقع يتمركز فيها عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وقالت مصادر إعلامية ليبية محلية إن الغارة الجوية استهدفت «مُسلحين من تنظيم القاعدة، بينهم عدد من الأجانب، كانوا قد فروا منذ نحو أسبوع من حي «الشارب» الواقع شمال مدينة أوباري، نحو الصحراء الجنوبية حيث توجد بعض المسالك التي تؤدي إلى النيجر والجزائر». وأتت هذه الغارة الجوية بعد ساعات قليلة من إعلان الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر سيطرته واستلامه المؤسسات والمنشآت والمواقع الرئيسية في أوباري، وذلك في إطار العمليات العسكرية التي أطلقها منذ منتصف جانفي الماضي في الجنوب لتطهيره من الميليشيات المسلحة، ومن جماعة الإخوان المسلمين، وكل من والاها ويدعمها من العناصر الإرهابية. وأظهر التناقض في التصريحات التي تلت الغارات مجددا الخلافات بين المجلس الرئاسي، وقيادة الجيش الليبي حول عملياتها التي مكنت من السيطرة على أكثر من 80 بالمائة من الجنوب، الأمر الذي جعل حكومة السراج في مأزق حقيقي. يذكر أن قائد «أفريكوم» توماس والدهاوسر صرح في وقت سابق أن من أهم البنود التي تسعى القيادة لتحقيقها خلال عام 2019 هو تعزيز الاستقرار في ليبيا، والحد من تدخل روسيا فيها اعتمادا على علاقاتها السابقة مع عائلة القذافي، وكبح مساعيها للحصول على عقود توريد أسلحة وبناء قواعد عسكرية وبحرية في المنطقة.