تونس «الشروق» عقدت صباح أمس مجموعة ما يعرف بالمكتب التنفيذي اجتماعها الثالث في أحد نزل العاصمة بحضور ما يناهز مائتي عضو من المجلس الوطني والمكتب التنفيذي. وتواصل مجموعة المكتب التنفيذي الشرعي الذي عقد آخر اجتماع له برئاسة الأستاذ الباجي قائد السبسي في سبتمبر 2014 جهودها « للم شمل « الندائيين بعد الوهن الذي أصاب الحزب والانشقاقات التي عرفها ومن أبرز قيادات هذا الحراك داخل نداء تونس نذكر منذر بالحاج علي وعبدالستار المسعودي والهاشمي الحذيري ورضا بالحاج فيما سجل أمس غياب بعض الوجوه الأخرى التي كانت فاعلة في اللقاء الأول والثاني مثل منير بن ميلاد وفائزة الكافي. افتتح منذر بالحاج علي اجتماع أمس بالتأكيد على أنه من إيجابيات مبادرة لم الشمل هي توفير فرصة اللقاء بين الندائيين الذين تفرقوا بسبب الخلافات مع القيادة الحالية للحزب التي شخصها في نقطتين ديمقراطية المؤتمر والتحالف مع حركة النهضة. وأكد في كلمة الافتتاح أن عودة الكثيرين من أبناء النداء الى حزبهم كانت بعد اقرار القيادة الحالية بضرورة عقد مؤتمر ديمقراطي والقطع مع حركة النهضة التي تمثل مشروعا مغايرا لنداء تونس. وأكد بالحاج علي على ضرورة دعم لجنة اعداد المؤتمر لتكون مستقلة عن الجميع من أجل انجاز مؤتمر ديمقراطي دون اقصاء أحد معتبرا أن ذلك هو السبيل الوحيد الى انقاذ تونس وتجربتها الديمقراطية الناشئة . أما الأستاذ عبدالستار المسعودي فتمسك بشرعية المكتب التنفيذي ما قبل الانتخابات متهما القيادة التي يمثلها نجل الرئيس حافظ قايد السبسي بأنها قيادة غير شرعية انتهت صلاحياتها منذ 1 جويلية 2016. وهو الموعد المفترض للمؤتمر حسب مخرجات مؤتمر سوسة. واعتبر المسعودي أن اجتماعات القيادة الحالية لا يتوفر فيها أي نصاب قانوني. إذ أنها تضم 32 عضوا الى جانب المكتب التنفيذي والكتلة البرلمانية ولجنتي الشباب والمرأة. وطالب المسعودي بتولي لجنة اعداد المؤتمر قيادة الحزب الى حين عقد المؤتمر وانعقاد قيادة شرعية يفرزها مؤتمر ديمقراطي واتهم المسعودي المحيطين بحافظ قايد السبسي بالفساد والاستيلاء على الحزب دون وجه قانوني. كما اتهم السبسي الابن بأنه يدير الحزب من مقهى في البحيرة. ولا يملك أكثر من طابع يستعمله كلما لم يرض عن أحد وأراد تجميده أو طرده. وشدد المسعودي على ضرورة استعادة الحزب من المجموعة التي سطت عليه بعد مؤتمر سوسة دون اي سند شرعي. في هذا الحراك الذي يعيشه نداء تونس أجمع أغلب المتدخلين في هذه الأزمة المتواصلة منذ سنوات على أن الرئيس المؤسس هو الوحيد الذي يضمن استرجاع النداء لإشعاعه بإبعاد نجله والمقربين منه. كما ذكر رضا بالحاج الذي اعتبر في كلمته أمس أن نداء تونس سيندثر وان تونس تسير نحو الهاوية إن لم يتم انقاذ نداء تونس لتحقيق التوازن السياسي في البلاد حتى لا تستفرد حركة النهضة بالمشهد السياسي. وفي هذا السياق أصدر المجتمعون بيانا عبروا فيه عن رفضهم كل قرارات الهيئة السياسية باعتبارها هيئة غير شرعية. كما دعوا الى احداث لجنة اتصال لإقناع كل المستقيلين والمنسحبين بالعودة الى النداء وإقناع الشخصيات الوطنية بالالتحاق بنداء تونس كمجمع لكل القوى المعتدلة المؤمنة بالمشروع الإصلاحي التونسي.