تاريخ عريق وحضارة أندلسية تشع من أعلى جبالها الشاهقة هي مدينة زغوان التي عرفت بجمال طبيعتها ومائها العذب حلت ضيفة على مدينة الثقافة ضمن تظاهرة ايام الجهات مدن الفنون يوم السبت 16 في فيفري 2019. تونس الشروق نجوى الحيدري ما من مار من امام مدينة الثقافة الا واستوقفته تلك المجسمات الضخمة للحنايا فيعرف مباشرة انه في حضرة ولاية زغوان مدينة المياه العذبة والحضارات المختلفة تنزل ضيفة على مدينة الثقافة التي دأبت استضافة ولايات الجمهورية للتعريف بمخزونها الثقافي والفني في يوم مفتوح للعموم. وباعتبارها مدينة عرفت بالحنايا او قنوات المياه الرومانية التي تعد من عجائب المنشآت المائية استخدمت منذ القدم في نقل الماء من مدينة زغوان الى قرطاج كانت الحنايا أولى المحطات التي التقاها زوار المدينة للإستمتاع بتراث وعادات وتقاليد مدينة زغوان ... مجسمات ضخمة للحنايا تم تركيزها في مدينة الثقافة بالاشتراك مع المركز الوطني لفن العرائس. ولاية زغوان استقبلت زوارها بالعروض الفنية الاستعراضية التي استقطبت عددا كبيرا من الجمهور المار صدفة من امام مدينة الثقافة استوقفته تلك الأجواء الاحتفالية التي كان لها طابع خاص يعكس الموسيقى الشعبية للمنطقة.... كما تحلت الأروقة الداخلية للمدينة بعدد من اللوحات التشكيلية لبعض الرسامين المعروفين في الجهة الى جانب الإصدارات الأدبية الحديثة... ولا يمكن ان نمر من ولاية زغوان دون الحديث عن «الكعك النسري» الذي تشتهر به الجهة و«كعك الورقة» الذي لقي اقبالا كبيرا من طرف الزوار ، كما عرفت زغوان ايضا بتقطير الأعشاب التي يصنع منها المواد التجميلية الطبيعية التي كانت متوفرة لكل من ساقته قدماه لإكتشاف ما تزخر به زغوان التي لم تشتهر ايضا مثلها مثل بقية جهات البلاد بالصناعات التقليدية من أنسجة وأغطية صوفية تحمل خصوصية المدينة وبصمة المرأة الريفية بالجهة. وللورشات التنشيطية حضور مكثف في يوم مدينة زغوان كالفسيفساء وورشة الحفر والطباعة والخط العربي وكل ما يتعلق بالصناعات التقليدية والفنون والحرف... وأنت تتجول بين أروقة المعارض تجلبك تلك الإيقاعات الموسيقية المختلفة يؤمنها عدد من شباب الجهة المولع بالموسيقى الغربية. اما في مسرح المبدعين فقد كان الموعد مع عرض الكمنجة لسيف الدين غلاب وشباب العزوزية الذين قدموا مقاطع من المالوف والموسيقى الأندلسية أبهرت من واكبها ... وفي مسرح الجهات كان الموعد مع «ولد العزوزية» لمحمد فريد جداي بمشاركة الفنان «سفيان الزايدي» هذا العرض الذي انتظره الجمهور كان له وقع لدى كل من حضره. وباعتبارها ابنة الجهة قدمت الفنانة عفيفة بوكيل مجموعة من الأغاني المعروفة في ولاية زغوان على غرار «مية زغوان» و«سيدي علي عزوز» و«يا سيدي يا بلبابة» صاحبتها الطبول والسناجق والبخور واعتلت الزغاريد احتفاء بمدينة زغوان التي تعد من أجمل المدن في تونس...