على ايقاع الموسيقى الصوفية والفنون الشعبية افتتحت ظهر أول أمس الجمعة تظاهرة ايام الجهات باستقبال ولاية سليانة ضيفة على مدينة الثقافة وتواصلت العروض كامل اليوم مع الموسيقى والمسرح والمعارض ويتنزل ذلك ضمن البرنامج الوطني للثقافة تونس مدينة الفنون. تونس الشروق بعطور من الثقافة والحضارة والتاريخ استقبلت زوارها وألقت بعبق أصالتها وجمالها على مدينة الثقافة فبدت وكأنها عروس تتجلى يوم عرسها هي سليانةالمدينة الضاربة في عمق القدم النابضة بالبهاء والعطاء لم تبخل على روادالمدينة بتفاصيل حضارتها وموروثها الثقافي . بداية العروض انطلقت من امام مدينة الثقافة من خلال الأغاني الشعبية والعروض الفلكلورية التي اشتهرت بها مدينة سليانة مع عروض للدمى العملاقة والفروسية والإنشاد الصوفي ... عروض واكبها جمهور كبير منذ الساعات الأولى من الإحتفال فما من مار من شارع محمد الخامس الا وجذبه ذاك السحر . سليانة التي تفيض بالتاريخ والحضارة والأصالة فهي لا تقتصر على الموسيقى الشعبية والأغاني الفلكلورية فهي ايضا صناعات تقليدية وحرف يدوية وهو ما احتضنه الفضاء الداخلي لمدينة الثقافة عروضا لتراث سليانة وللأزياء التقليدية الخاصة بالجهة من حليّ وعنبر ومفروشات وزربيّة وأكلات تقليدية والصناعات الغذائية المحلية من تين وزيت زيتون وغيرهما من المنتوجات البيولوجية الى جانب كسوة الخيل وكل ما تزخر به الجهة من ثراء التراث المادي ، كما تم عرض مجسّمات وصور للطبيعة الخلابة في جهة سليانة، وأخرى للفنون التشكيلية والإبداعات الشبابية والإصدارات الأدبية لأعلام الجهة .وضمن تظاهرة «سليانة في مدينة الثقافة» عاش عشاق العروض التراثية مع عرض موسيقي تراثي بعنوان «الشاوية» لمجموعة برقو 08 التي استلهمت موسيقاها من جبال الشمال الغربي وجمع العرض عددا من المغنين والموسيقيين الذين أبدعوا في المزج بين الموسيقى التراثية والإلكترونية مما شد الحضور الى نهاية العرض.واحتضن مسرح المبدعين الشبان بمدينة الثقافة مساء امس الأول اختتام احتفالية سليانة بعرض فرجوي تراثي بعنوان «سليانة...عين الذهب» (و عين الذهب هي مغارة سياحية اشتهرت بها الجهة) وهو عرض فني متكامل جمع بين المسرح والموسيقى والشعر والباليه الراقص انطلق بأغان من تراث الشمال الغربي... أغان يرددها النسوة في حفلات الأعراس غرار «العين السوداء»، «أولاد حربي»، «دالة بدالة»، «قدك نخلة»، «شاوية»، «لا من يجينا»، «ساق نجعك»، «مريضة هاي» ما استحسنه الجمهور وصفق له طويلا، وتواصل العرض مع الرقص الشعبي صاحبته الأزياء والحلي التقليديان اشتهرت بهما جهة سليانة.