تونس (الشروق) ينفذ اليوم اتحاد الأساتذة الجامعيين المعروف باسم «اجابة» تجمعا احتجاجيا بساحة القصبة بالعاصمة في الوقت الذي يواصل فيه الأساتذة المنتسبون الى هذه النقابة المستقلة إضرابهم الإداري الذي يشمل أكثر من 70 مؤسسة جامعية ومقاطعة الامتحانات التي شملت أكثر من 120 ألف طالب جامعي. اتحاد «اجابة» يطالب الحكومة بتنفيذ الاتفاق الممضى معها في شهر جوان من السنة الماضية. وهو ما يجعلنا نتساءل هنا لماذا تمضي الحكومة اتفاقا ثم ترفض تطبيقه؟ اتحاد «اجابة» يحمل المسؤولية كاملة في الأزمة التي تشهدها الجامعة التونسية لوزير التعليم العالي الحالي الذي عجز عن الوصول الى حلول. ورفض التفاوض على حساب آلاف الطلبة المتضررين وعلى حساب سمعة المؤسسات الجامعية التونسية. ويطالب الأساتذة المحتجون بتشريكهم في مراجعة النظام الأساسي للجامعيين وفتح باب الانتداب للمتحصلين على شهادة الدكتوراه العاطلين عن العمل والذين بلغ عددهم الآلاف. أزمة غير مسبوقة تعيشها الجامعة التونسية التي عرفت في السنوات الأخيرة الكثير من الأزمات. كما سجلت تقهقرا لمكانتها بين جامعات العالم مما دفع بآلاف الأساتذة الجامعيين والباحثين الى الهجرة ومغادرة تونس بحثا عن ظروف عمل أفضل وبحثا عن فرص أخرى للتألق والنجاح. والى جانب هذا يعيش الطلبة التونسيون ظروفا هي الأصعب مقارنة بظروف الطلبة في الكثير من جامعات العالم التي تتوفر فيها فرص أفضل للنجاح الى جانب توفر الإمكانيات الكبيرة للبحث والتكوين. الآن الحكومة وأساسا وزارة التعليم العالي مطالبة بالتحرك بكل جدية للوصول الى حل وإنقاذ الجامعة التونسية وتمكين آلاف الطلبة من إجراء الامتحانات وتجنب شبح السنة البيضاء.