في «غَفلة» من الجامعة التونسية لكرة القدم ارتكبت المُؤسّسة القطرية المُنظّمة ل «السُوبر» جُرما تَنظيميا كبيرا ولا يُغتفر في نَظر الكثيرين خاصّة أن الأمر يتعلّق بالإساءة لرايتنا الوطنية وهي لمن لا يَعلم الأقدم والأعرق في المِنطقة العَربية بما أنّها تَقف على عتبة 200 عَاما. وقد اعتمدت الشَركة المُنظّمة للقاء الترجي والإفريقي على مُعلّقة إشهارية تَتضمّن عَلمين صَغيرين الأوّل تونسي دَما ولحما أمّا الثاني فهو تُركي النَسب «أردوغاني» الهَوى. وقد يقول البعض إن الخلط بين العَلمين نَاجم عن التَشابه بين الرَايتين وربّما من باب السّهو وسُبحان من لا يَسهو. ومع إحترامنا الشَديد لمِثل هذه الأعذار نشير إلى أن هذه الهفوة التَنظيمية جَسيمة ومُخلّفاتها المعنوية كبيرة رغم تدخّل جامعتنا المُوقّرة لإصلاح الخَطأ قبل يقع تداول تلك المُعلّقة الإشهارية على نطاق واسع لتَنتشر بذلك هذه الصُورة المُشوّهة والمَغلوطة لعَلمنا من «أنقرة» التركية إلى «الدّوحة» القَطرية وهي مسرح «الدربي» «المُهاجر» مُقابل حَفنة من الدُولارات. والحَقيقة إن عِتابنا كَبير على جامعتنا خاصّة أن كُرتنا لها «سَوابق» مشهورة في مِثل هذه «الزلاّت» الخَطيرة ويَكفي التَذكير بالمُعدّات الرياضية التي وقع ترويجها بمناسبة المُونديال الأخير في روسيا وقد ظهر على هذه المُنتجات التونسية العَلم التُركي بدل رايتنا الوطنية ما استدعى آنذاك تَحرّك وزارة التجارة لتَطويق «الفَضيحة» التي حَملت تَوقيع مُؤسسة يَتعامل معها المواطن التونسي من زمن طَويل لنجاح هذا «البَازار» في تحقيق المُعادلة الصّعبة بين الجَودة والسّعر. ولن نُبالغ أيضا إذا قُلنا إن تلميذ الصُفوف الإبتدائية يَموت خَجلا عندما يُخطىء في تَمييز عَلم بلاده فما بَالك بجامعة «مُحترفة» وعُمرها أكثر من ستين عَاما. إن الراية الوطنية تَجري في عُروق التونسيين مَجرى الدّم وقد بَقي عَلمنا الغَالي صَامدا وشامخا من زمن البَايات والإحتلال المَقيت إلى الإستقلال وما بعد «الثّورة» التي تصدّت فيها «البطلة» خولة الرشيدي لذلك «الهَمجي الظّلامي» الذي أراد أن يَستبدل العلم المُرفرف في سماء كلية منّوبة بآخر «أسود» وغَريب عنّا كذلك الذي وضعته الشركة المُنظّمة ل «السُوبر» عن «سَهو» ونُلحُّ على «حُسن النَوايا» لأنّنا لو فَتحنا باب العَمد والقَصد فإن إعتذارات العَالم بأسره لن تَكفي لمحو هذه الإساءة التي يُعاقب عليها الشَّعب والقانون.