بَعد الرّمثا والوِداد والرجاء، يُخطّط النّجم اليوم لإسقاط المَريخ دفاعا عن «الحلم العَربي» وهو ليس بالمُستحيل عن صاحب الصّولات والجولات المشهورة من بُوجعفر إلى «طوكيو». المُواجهة التونسية - السودانية تَندرج في نطاق الدّور نصف النهائي للبطولة العربية ما يَعني أن نجم الساحل أصبح على مرمى حجر من الزعامة الإقليمية المُمتدّة من نواق الشط المُوريتانية إلى مسقط العُمانية. لقد أصبح اللّقب العربي على بعد خُطوتين من خزائن النجم الشيء الذي يَفرض الاستبسال في الأمتار الأخيرة لتكتمل الأفراح ويتحوّل الحلم إلى حَقيقة. ولاشك في أن النجاح في تخطّي «العِملاقين» المَغربيين الوداد والرجاء يُقيم الدليل على أن النجم يستحقّ عن جدارة الجلوس على عرش الكرة العَربية شرط التأكيد في بقية المشوار لأن العِبرة بالنهايات السّعيدة لا بالبدايات المِثالية. اليوم سيكون النجم في إمتحان عَربي جديد وعَسير ضدّ شقيقه المريخ. ومن المُؤكد أن السَفير التونسي لن يرضى بغير الإنتصار لضمان المُرور إلى «الفِينال» والقضاء على أطماع الأشقاء منذ لقاء الذهاب في سوسة. ولا يحتاج النجم إلى من يُذكّره ويُنبّهه بخطورة السودانيين على أرضهم «السّاخنة» وفي حَضره جَماهيرهم الوَاسعة. ويفرض المَنطق أن يُمطر النّجم شِباك خَصمه بأكبر عدد مُمكن من الأهداف ليزرع اليأس في نُفوس الأشقاء ويَضعهم أمام الأمر المَقضي. ويُراهن فريق جَوهرة السّاحل في جَولته العَربية على خِبراته الكَبيرة وجَماهيره العَريضة والمُتعطّشة للتّتويجات وهو ما يُحمّل هيئة شرف الدين والمدرب «لُومار» مسؤولية مُضاعفة لإعادة الجمعية على مَدارها الطّبيعي. وكان النّجم قد فَاز منذ ساعات معدودة على «رينجرز» النيجيري وقد أعاد هذا الفوز الأمل لقلب المُعطيات في كأس الكنفدرالية ولا جِدال في أن هذا الإنتصار سينعكس بالإيجاب على مَعنويات «الكَوارجية» ومن شأنه أن يَدفعهم إلى تقديم مَردودية أكبر في المُواجهة السُودانية. ويدخل المريخ أولمبي سوسة بقائد تونسي وهو يامن الزلفاني الذي صَنع من الضّعف قوّة وتمكّن من نحت مسيرة ناجحة مع «الزَعيم» السُوداني. ومن المُؤكد أن مُغامرة الزلفاني تُعتبر ضِمن النقاط المُشرّفة للإطارات التونسية المُهاجرة ونَتمنّى طبعا المَزيد من التألق والنجاح لإبننا الزلفاني لكن في رِهانات أخرى غير «كأس زايد» التي نُريدها أن تكون من نَصيب نجم تونس.