بمعنويات كبيرة وذِكريات جميلة يَنزل النجم السّاحلي ضيفا ثقيل الظلّ على الرجاء البيضاوي في نطاق الدور ربع النهائي للبطولة العَربية أوما يُسمّى بصفة استثنائية «كأس زايد» تَكريما لمُؤسس دولة الإمارات. ومهما اختلفت الأسماء التي يُطلقها «شُيوخ» المنطقة على هذه المسابقة الإقليمية فإن نجم الخضراء يَعنيه أمر واحد وهو تَزعّم العرب من الرباط المَغربية إلى مسقط العُمانية. وبهذا المكسب الكبير يكون فريق جوهرة الساحل قد أصاب عدة عصافير بحجارة واحدة بما أن اللّقب لا يمنح صَاحبه المجد فحسب بل أنه يُنعش خزينته بمليارات الدُولارات. وتبدو حُظوظ النجم وافرة لتحقيق «الحلم العربي» بالنظر إلى الانطلاقة المثالية في هذه الكأس المُغرية رياضيا ومَاليا. وكان سفير الكرة التونسية وحَامل آمالها في هذه المسابقة قد أزاح الرّمثا الأردني ثم أطاح بالوداد ليَصطدم اليوم بفريق آخر من المغرب وهو الرجاء «المُتخوّف» حَتما من مُواجهة شبح الإقصاء خاصّة في ظلّ «السّوابق» الشهيرة لأبناء بوجعفر في التغلّب على الأشقاء. وبالتوازي مع «المُرّ» الذي تجرّعه الجيش والوداد على يد النَجم يحتفظ الرجاء أيضا ب»كَوابيس» مُزعجة في المُواجهات التي أسقطه فيها الفريق التونسي بفضل الروح القِتالية للاعبين بداية بجيل بوقديدة وشوشان وبن يونس والدزيري وُصولا إلى جيل بونجاح والبريقي... ولن يراهن النجم في لقاء الرجاء على هذه «العُقدة النَفسية» فحسب بل أنه ذَهب إلى المغرب وهو في أفضل حَالاته الفنية في ظلّ النُقلة النوعية التي تعرفها الجمعية منذ رجوع الفرنسي «روجي رومار» إلى سوسة. ولاشك في أنّ «لومار» لا يملك عصا سحرية لقلب الأوضاع في لمح البَصر لكن البداية المُوفّقة مع «ليتوال» تَبعث على التفاؤل حيث إكتسح الفريق «البَقلاوة» وهزم الإفريقي ليؤكد أنه راجع من بَعيد في سباق البطولة المحلية فَضلا عن المُنافسة بقوّة على الرّهانات الدولية المُتمثّلة في كأس الكنفدرالية والبطولة العَربية. ورغم تقدّمه في السن فإن «لُومار» أظهر إلى حدّ الآن أنه مازال في كَامل «وَقاره» وجَاهزيته ليُعيد الأفراح للنجم بعد أشهر طويلة من الضَياع والأوجاع. ومن الواضح أن الإصرار الكبير الذي أظهره الرجل للنَّجاح مع «ليتوال» سيُحرّر أقدام اللاعبين ويُحرّك عزائم كافّة أبناء الجمعية سواء هؤلاء الذين يَتقلّدون مناصب رسمية أوحتّى أولئك الذين لهم مكانة رَمزية في بوجعفر مثل عبد المجيد الشتالي وهو من أبرز وأكبر المُساندين للنجم في رحلته المَغربية. وسيبحث النجم في هذه القمّة المَغاربية عن الإنتصار أوعلى الأقل التعادل ليضع قدما في المُربّع الذهبي ويتفادى المتاعب في صراع الإيّاب على أرضية أولمبي سوسة الحَالم بموسم حَافل بالأفراح والألقاب. البرنامج كأس زايد للأندية الأبطال (ذهاب الدور ربع النهائي) في المغرب (س17): الرجاء البيضاوي النجم الساحلي (الحكم المصري جهاد جريشة)