سجّل ميناء سوسة التجاري مؤشرات إيجابية قياسا بالوضع العام بالبلاد، وعرفت سنة 2018 أرقاما غير مسبوقة من حيث الحركة التجارية وعدد الرحلات وارتفاع رقم المعاملات. وخلافا لمعظم القطاعات الاقتصادية التي سجّلت تراجعا لافتا في أدائها خلال السنوات الأخيرة وتسعى إلى العودة إلى مستوى الأرقام المسجلة سنة 2010 لم تشهد الحركة التجارية بميناء سوسة تراجعا طيلة السنوات الثماني الماضية، وعرفت استقرارا سنوات 2011 و2012 و2013 و2014 قبل أن تشهد ارتفاعا لافتا منذ 2015، وبلغت الأرقام المسجلة سنة 2018 مستوى قياسيا لم يشهده الميناء منذ إحداثه. وسجلت الحركة التجارية بميناء سوسة التجاري سنة 2018 ارتفاعا في الحركة الجملية للبضائع المعالجة بنسبة 17 بالمائة، وبلغ حجم هذه البضائع 2672826 طنا، أي ما يزيد عن ضعف حجم طاقة استيعاب الميناء التي تُقدّر بمليون و200 ألف طن، وبلغت نسبة تطور الصادرات خلال السنة المنقضية 49 % فيما ارتفعت نسبة الواردات ب 2 %. وسجلت الحركة التجارية بميناء سوسة تطورا في نسق حركة البواخر بنسبة 15 بالمائة وذلك مقارنة بسنة 2017، وقد تم تسجيل دخول 748 باخرة مقابل 650 باخرة استقبلها الميناء سنة 2017، كما أمّن الميناء دخول 65410 حاوية سنة 2018 مقابل 43762 حاوية سنة 2017 مسجلا بذلك تطورا بنسبة 22 % ويعود هذا التطور إلى ارتفاع حجم السفن الناقلة للحاويات وبالتالي ارتفاع عدد الحاويات المعالجة، فضلا عن تزايد الطلب على برمجة هذا الصنف من الرحلات. وحسب تقرير صادر عن إدارة ميناء سوسة فإنّ هذا التطور يعود إلى عدة عوامل ساهمت في حسن استغلال الميناء ومدى قدرته على الاستجابة لنموّ الطلب على تأمين رحلات تجارية للميناء منها تقسيم العمل بين الضفتين الشمالية والجنوبية من خلال تخصيص نوعية معينة من البضائع بكلّ منها لتسهيل عمليات الشحن والتفريغ والرفع من الميناء، التنسيق مع المجموعة المينائية في عمليات رسو البواخر ورفع البضائع في أسرع الآجال، ارتفاع حجم البواخر الوافدة على الميناء وارتفاع حمولة البضائع المشحونة على متنها واستغلال الضفة الجنوبية بالكامل بعد إنجاز أشغال تهيئة المسطّحات والرصيف عدد 7 التي امتدت طيلة سنة 2017. وشهد معدّل إشغال الأرصفة ارتفاعا ملحوظا سنة 2018 بالنظر إلى الطلب المتصاعد على توجيه الرحلات التجارية نحو ميناء سوسة التجاري وجهود المجموعة المينائية في حسن استغلال الميناء لتصل نسبة إشغال الرصيف عدد 7 إلى 95 % والرصيف عدد 6 المخصص لتصدير مادة الملح إلى 100 % . كما سجّل معدّل انتظار السفن ارتفاعا ملحوظا سنة 2018 بسبب تزامن وصول السفن الناقلة للحاويات وسفن السوائب الصلبة مع تخصيص رصيفين فقط بالضفة الشمالية لحركة الحاويات فضلا عن النمو الملحوظ في نسبة الصادرات. وقد انعكس تطور هذه الحركة التجارية بالميناء على رقم المعاملات المسجل سنة 2018 الذي عرف ارتفاعا ب53 % مقارنة بسنة 2017 نظرا لتطوّر الحركة التجارية وللعائدات المرصودة في إطار تطبيق جدول المعاليم المينائية الجديدة. وقد وضعت إدارة ميناء سوسة خطة عمل لتطوير أداء الميناء والاستجابة للطلبات المتزايدة عليه، تضم مشاريع قصيرة المدى منها تهيئة الأرصفة والموازنة بين الضفتين الشمالية والجنوبية، وأخرى متوسطة المدى ومنها إحداث رصيف مخصص للبواخر الترفيهية وإحداث حوض ثان وحاجزي حماية، وثالثة طويلة المدى، أي ما بعد سنة 2030 وعلى ضوء التطوّر الذي سيخلقه ميناء النفيضة للمياه العميقة، حيث من المنتظر استغلال المنطقة الجنوبية لإحداث أرصفة جديدة تساهم في الحركة التجارية.