أخبار تونس – “سوسة” أو “جوهرة الساحل”، مدينة عمرها ثلاثة آلاف سنة بناها الفينيقيون في القرن التاسع قبل الميلاد، وأطلقوا عليها اسم حضرموت نظرا لما لاحظوه من تشابه بينها وبين حضرموت اليمنية، كما اختارها الأغالبة في القرن التاسع ميلادي قاعدة بحرية لدولتهم، وبعد الاستقلال لعب ميناء سوسة دورا فعالا في الاقتصاد الوطني نظرا الى أهمية سوسة السياحية، فأنشأت بها أول محطة سياحية في البلاد، تعرف باسم القنطاوي، وهي أول مجمع سياحي يضم منشاءات رياضية وترفيهية بتونس. وأهمية ميناء سوسة التجاري لا تختلف كثيرا عن أهمية الميناء الترفيهي لذلك وجه المخطط الحادي عشر للتنمية 2009 – 2014 عناية كبرى لهذا الميناء من خلال انجاز عديد المشاريع قصد تطويره وتوسعته وإعادة هيكلة منشآته. ولقد شهد ميناء سوسة التجاري انطلاق أشغال تهيئة الاراضي المسطحة وانجاز الدراسة الفنية والاقتصادية لتوسعة الميناء كما تمت برمجة مشاريع تتعلق بدراسة واصلاح أرصفة الضفة الشمالية بكلفة 13 مليون دينار. وينهض بمهمة الإشراف على هذه الاشغال مكتب دراسات مختص تم تكليفه بإنجاز دراسة جدوى اقتصادية وفنية لتوسعة ميناء سوسة التجاري. وتتعلق الاشغال كذلك بتحويل الأنشطة التجارية الى الضفة الجنوبية مع الأخذ بالاعتبار الأنشطة التي سيتكفل بمعالجتها ميناء المياه العميقة بالنفيضة. ومن الطبيعي أن تتم هيكلة ميناء سوسة التجاري وترقية خدماته وتعصيرها ليكون همزة و صل مع باقي الموانئ التجارية في تونس علما وأن ميناء سوسة متاخم لميناء النفيضة الذي سيوفر عند انتهاء أشغاله حوالى 5200 متر من الأرصفة وهو أحد أهم الموانىء في منطقة المتوسط وسيتخصص في نقل البضائع من سفينة الى أخرى ونقل الحاويات ويمثل هذا النوع من النقل سوقا واعدة فى البحر المتوسط إذ سيسجل هذا الميناء سنويا عبور 40 بالمئة من حركة النقل العالمية للحاويات. كما سيتم وفق هذه الدراسة إعادة هيكلة المنشآت المينائية بتوسعة حوض الميناء وجهر الحوض الخارجي وتهيئة مسطحات جديدة بعد ردم جزء من الضفة الجنوبية. ومن المنتظر أن تتيح أشغال تهيئة ميناء سوسة التجاري انجاز محطة لاستقبال السفن السياحية الكبيرة بالضفة الشمالية واحداث رصيد عقاري اضافي بالضفة الجنوبية على مساحة 3 فاصل 4 هكتار يمكن من تحويل الأنشطة التجارية من الضفة الشمالية وتطوير حركة البضائع. وتكشف الدراسة الفنية والاقتصادية لتوسعة الميناء ان ميناء سوسة سيواصل أنشطته التجارية الحالية باستثناء ما يتصل بالاسمنت و”الكلنكر” ليستقر حجم نشاطه بعد انجاز ميناء المياه العميقة بالنفيضة في حدود مليوني طن سنويا.