بَعد النَدم الكَبير على التعادل أمام المتلوي، عَاد الفريق إلى أجواء التمارين وفي البَال تعويض النُقطتين المهدورتين في الجولات المُقبلة والتي سيرفع خلالها الترجي شعار مَمنوع الهزيمة في ظلّ المَخاطر التي تُهدّد عَرشه المحلي. اللّقاء القادم سيكون ضدّ الملعب التونسي في مركّب الهَادي النيفر وذلك يوم السّبت في حدود الثانية والنصف بعد الزوال. ومن المُقرّر أن يقوم فريق الشعباني بأربع حِصص تدريبية إستعدادا لهذه القمّة التَقليدية. رأس المَال الحَقيقي كَشفت الإحتفالات الترجية بمُناسبة المائوية عن القَاعدة الجَماهيرية العَريضة لشيخ الأندية. وقد تزيّنت مُختلف رُبوع الجمهورية باللّونين الأصفر والأحمر وفَاق عدد «الكَراكَاجات» كلّ التَوقّعات والتصوّرات ولا يُمكن للعَائلة الترجية إلاّ أن تشعر بالفَخر والإعتزاز بهذا المكسب الذي لا يُقدّر بثمن. ولاشك في أن هذه الشّعبية الجارفة تبقى رأس المَال الحَقيقي في مسيرة الترجي. ويفرض المَنطق تدعيم هذه «الثَروة الشعبية» لا شقّ صُفوفها وضَرب وِحدتها بفعل بعض التصرّفات الجَانبية لبعض «المَجموعات» كما حصل في المُباراة الأخيرة أمام نجم المتلوي في رادس. طعنة في الظهر «حُرم» الترجي الرياضي من دعم جماهيره من 28 نوفمبر 2018 إلى حدود 23 فيفري 2019. ما يَعني من الناحية الحِسابية أن الأنصار غابوا عن أجواء المُباريات الرسمية حوالي 87 يوما ولذلك كانت الفرحة كبيرة بعودة الأحباء إلى مدرّجات رادس بمناسبة لقاء المتلوي يوم 24 فيفري الجاري. هذه الفَرحة سرعان ما تحوّلت إلى «كَابوس» مُزعج نتيجة حَنين بعض «المجموعات» إلى أجواء المُناوشات والصِّدامات في ما بينها وأيضا مع السّلطات الأمنية. وقد انتهت هذه «الحَرب» بسلسة من الإيقافات وكانت الأوضاع تُهدّد بسيناريوهات سَوداء لولا ألطاف الله. وكانت فئة من الأحباء قد نجت بأعجوبة من «جَاذبية» وادي مليان الشاهد على مَقتل شاب في عمر الزهور أرسلته عائلته لتشجيع جمعيته فعاد إليها في صُندوق والكلام عن محب النادي الإفريقي عمر العبيدي. لقد كان الترجي يُمنّي النّفس بأن تبعث «المجموعات» الحياة في «الفيراج» وأن تُلهب حَماس اللاعبين كما جَرت العادة في كلّ المُناسبات غير أن فئة صَغيرة ومتهوّرة من الأحباء «انحرفت» عن الطّريق القَويم وتسبّبت في المتاعب لنفسها ولعائلاتها وكذلك للجمعية الأمّ: أي الترجي الذي تَكبّد خسائر مَعنوية ومَالية فادحة بفعل «الويكلو» الإختياري تَارة والإجباري تَارة أخرى. وقد تَتضاعف المُعاناة ويعود كَابوس «الويكلو» ما لم تَضبط هذه «المجموعات» النّفس إعلاءً لمصلحة الترجي الذي تنتظره رِهانات حاسمة على المُستويين المحلي والدولي. صِراعات جَديدة - قَديمة الرّوايات الأولى للصّراعات التي رافقت لقاء المتلوي أكدت أن «المَجموعات» تَشابكت بسبب «بَاش» وهو من المُعدّات التي لها رمزية خاصّة في «طُقوس» «القروبات». وفي الأُثناء، وصلتنا معلومات مُؤكدة تفيد بأن المَعركة الدائرة في مدرّجات الترجي أكبر بكثير من حِكاية «البَاش». وتضيف مصادرنا أن الأمر يتعلّق بصراع جديد - قديم بين «مَجموعتين» وازنتين ومُؤثّرتين ويبدو أن خِلافاتهما عَميقة وقد فَشل الزّمن في القَضاء عليها. تحرّكات كبيرة في ظلّ التهديدات الكبيرة التي يُواجهها «فيراج» الترجي تحرّكت العديد من الجهات الفَاعلة لتطويق أزمة «المَجموعات» ودعوة المُتخاصمين إلى طاولة الحوار خِدمة لمصلحة الترجي الذي يسع كلّ المحبين «المُستقلين» والمُنتمين لهذه «المَجموعات». مَصادرنا تفيد بأن «العقلاء» بادروا بالدعوة إلى إجتماع تنسيقي بين قادة «المَجموعات» بهدف «إحلال السِّلم» بين هذه «القروبات» المُتنازعة وإقناع الجميع بأن الترجي لن يتحمّل خسائر جديدة. كما أنّه يعيش فترة دقيقة يحتاج فيها إلى كلّ فرد من أنصاره الذين صنعوا الفرجة في كامل المدن التونسية وحتى في الدول التي زارتها الجمعية آخرها الإمارات بمناسبة مُونديال الأندية. ومن المُرجّح أن يتكفّل الأستاذ سيف الله بن مفتاح بقيادة هذه الإجتماعات التنسيقية والأمل كلّه أن تحصل التَوافقات وتنتهي الصِّراعات بين «المجموعات» في إنتظار إيجاد الحلول الكفيلة أيضا بإرساء علاقات «عادية» مع الجِهات الأمنية خاصّة في ظل التشكيات من سياسة «القَمع».