علمت «الشروق» أن نائب رئيس البرلمان عبد الفتاح مورو عبّر مؤخرا عن استيائه مما يجري داخل البرلمان في المدة الاخيرة. تونس (الشروق) مورو أكد أن ما حصل تجاهه في الجلسة العامة الاخيرة وفي جلسات أخرى سابقة هو «حملة ممنهجة « ضده من قبل بعض الاطراف السياسية لأغراض وغايات حزبية وليس من أجل التنافس السياسي والحزبي الحقيقي. وكان قد تردد مؤخرا تلويح عبد الفتاح مورو بالاستقالة من منصبه كنائب رئيس البرلمان بعد أن رفع الجلسة العامة الخميس الماضي وغادر مقر المجلس وتواصل غيابه طيلة أسبوع قبل أن يعود أمس ويلتقي رئيس المجلس محمد الناصر ويحضر أشغال مكتب المجلس. وقال متابعون أن اقدام مورو على هذه الخطوة مرده اتهام النائبة سامية عبو له في الجلسة العامة المذكورة بالتوافق مع كتلة حزبه (النهضة) لبث «الفتنة»، وهو ما أحدث بلبلة كبرى داخل البرلمان خلال تلك الجلسة العامة وأسفر عن رفعها. كما تحدثت اطراف أخرى عن وجود حالة توتر في العلاقة بين مورو وبعض مكونات حزبه النهضة خصوصا الكتلة البرلمانية التي عبرت في الجلسة العامة المذكورة عن تململها من رفض مورو تمكينها من الرد على مداخلة النائبة سامية عبو (التي اتهمت فيها النهضة ومورو ب»التوافق» من اجل بث الفتنة وفق تعبيرها.). حيث أدى ذلك إلى تشنج بين نواب الحركة ورئيس الجلسة ( مورو) ، انتهى بنقاش حاد وتهديد بعضهم بمغادرة الجلسة، لينتهي برفع مورو للجلسة ومغادرته القاعة ثم تغيبه طيلة حوالي اسبوع عن المجلس بالتوازي مع ما تردد عن عزمه تقديم استقالته. وكان مجلس نواب الشعب قد نفى استقالة مورو دون تقديم مزيد من التوضيحات حول ما حصل. اما النائب عن كتلة النهضة نور الدين البحيري فقد نفى أمس وجود أي خلاف سواء صلب النهضة أو داخل كتلتها البرلمانية بخصوص عبد الفتاح مورو، مشيرا إلى أن تغيبه عن المجلس سببه الارهاق. ويبقى عبد الفتاح مورو شخصية مثيرة للجدل على الساحة السياسية في تونس سواء داخل حزبه النهضة أو على الساحة السياسية بشكل عام أو بمناسبة الجلسات التي يترأسها في البرلمان. حيث تلقى جرأته وصراحته وطريقة الخطاب السياسي الذي يعتمده ردود أفعال مختلفة تصل أحيانا حد الانتقاد اللاذع والاتهامات المختلفة وهو ما قد يكون دفعه إلى الاحساس في الفترة الاخيرة بشيء من التململ من الاتهامات التي طالته والتي اعتبرها «ممنهجة» لغايات سياسية وانتخابية..