تهجمت على نوال السعداوي ووصفت محمد الشرفي برأس الأفعى والمثقفين بالشياطين هي قناة الانسان عبر برنامجها «خلينا معاك « وداست على كل فصول المرسوم 116 فسلطت عليها الهايكا مجموعة من العقوبات آخرها 50 ألف دينار وتقليص مدة إجازتها التي قد تصل الى سحبها تماما في صورة تكررت هذه الخروقات. تونس (الشروق) وقرر مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري تسليط خطية مالية على قناة الانسان قدرها خمسون ألف دينار وإيقاف برنامج "خليك معانا" لمدة 03 أشهر وعدم إعادة بث حلقة 05 جانفي 2019 من البرنامج المذكور، وسحبها من الموقع الإلكتروني الرسمي للقناة ومن جميع صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لها. وبينت الهيئة في بلاغ أصدرته يوم الأربعاء الماضي أنها عاينت عدة خروقات خلال الحلقة، إضافة إلى عودة القناة الى عدم احترام كرامة الانسان والتحريض على الكراهية وبث ما يدعوإلى الإقصاء ضد فئة من التونسيين. وسبق أن تهجم مقدم نفس البرنامج «خليك معانا» وضيوفه في احدى الحلقات على الناقدة والكاتبة والروائية المصرية نوال السعداوي حول قراءتها وتحليلها للقرآن الكريم وبدل النقاش حول مضمون خطابها بطريقة فكرية وعلمية انخرطوا في موجة من السب والشتم والتهكم عليها واصفينها بالبشعة التي تخيف الصغار حتى أن أحدهم قال « عندما أريد من ابنتي أن تنام أضع لها صورة نوال السعداوي فتخاف وتنام مباشرة « ويضحك مقدم البرنامج وكل الحضور دون وعي بخطورة ما هم بصدد قوله. وهوما يتنافى مع الدين الذين نصبوا أنفسهم مدافعين عنه حامين له وما يتعارض مع أخلاقيات المهنة ومع المرسوم 116 .. هذا ماينتظر قناة الانسان إذا ما تواصلت خروقاتها والمشاهد لهذه القناة يقف جليا على الخروقات التي تتكرر في جل برامجها. اذ لا حدود للتجاوزات التي يرتكبونها دون وعي بخطورة الخطابات التحريضية التي يروّجون لها عبر هذه البرامج. وللتذكير فإن ما جاء في الحلقة التي سلطت من أجلها الهايكا آخر عقوبة على برنامج «خليك معانا» خطاب خطير تضمن مداخلة لضيف توجه فيها بنعوت تمس من كرامة ما وصفهم باليساريين، واصفا محمد الشرفي برأس الأفعى في قوله «حاجة عادية خدم بيهم بن علي ياخي محمد الشرفي تي هورأس الأفعى، هوإلي أصّل انوالإسلاميين يلزم يتنحاومن تونس» ، إضافة الى تشبيه معلق البرنامج القار النخبة المثقفة في تونس بالشيطان. وفي المقابل لم يتصد مقدم البرنامج لمثل ذلك الخطاب. وهوما يتعارض مع مقتضيات أحكام كراس الشروط المتعلقة بالحصول على إجازة إحداث واستغلال قناة تلفزية خاصة. وعلمت «الشروق» من مصادر مطلعة صلب الهايكا أن مصير هذه القناة سيكون سحب الإجازة نهائيا اذا ما تواصلت هذه التجاوزات. ويسعى صاحب القناة محمد علي الشابي ( صاحب وكالة أسفار تعنى بتنظيم رحلات العمرة وصاحب اذاعة النور المقرصنة سابقا) الى تغيير صبغتها الى قناة دينية في حين أنها تحصلت على اجازة قناة جامعة في 14 أوت 2015 . ومنذ انطلاقها في البث بدأت باستقبال الخطايا. اذ سلطت عليها الهايكا في 1 أفريل 2016 عقوبة مالية ب 30 الف دينار لبثها خطابا تحريضيا يدعو الى الكراهية والفتنة وفي 17 سبتمبر 2017 تحصلت مرة اخرى على خطية قدرها 40 الف دينار وايقاف البرنامج وسحبه من الموقع الالكتروني والذي جاء فيه ادعاء بأن الاعلام التونسي بصدد التعتيم على مجازر بورما . وتتواصل التجاوزات وفي 5 ماي 2018 سلطت على قناة الانسان خطية مالية ب 20 الف دينار بسبب دعاية انتخابية أثناء فترة الصمت الانتخابي ... وآخر هذه العقوبات في جانفي 2019 عندما تم التهجم على النخب التونسية وصفهم ب»البهيم القصير» وغيرها من النعوت في برنامج «خليك معانا « وحسب ما بلغنا من معلومات خاصة فإنه الى جانب هذه الخطايا التي أعلمت عنها الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري في بلاغات رسمية فإن هناك العديد من التنبيهات التي وصلت الى القناة من خلال لفت النظر أوالاتصال بها لكن دون جدوى ... شيوخ برتبة صحفيين وخطبة الجمعة وحسب ما أفادنا به مصدر مطلع من صلب الهيئة فإنه قد تم التقليص من مدة إجازة قناة الإنسان وبدل انتهائها في 14 اوت 2022 فإنها تنتهي في 14 اوت 2021 لخرقها كل ما جاء في كراس الشروط. فالقناة تحصلت على اجازة قناة جامعة بما معناه أنها تلتزم بالشروط التالية تبث 25% من البرامج الثقافية و20 % من البرامج الاجتماعية و10 % من البرامج الاقتصادية و10 % من البرامج السياسية و20 % من البرامج الترفيهية والموسيقية و5 % برامج رياضية و10 % برامج اطفال الى جانب المواعيد الإخبارية كما جاء في اتفاقية الإجازة. لكن تبين من خلال رصد الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري لهذه القناة أن البرامج الدينية تزايدت الى أكثر من 50 % من جملة برامجها. وهوما يتعارض مع ماجاء في الإجازة فتم تقليص مدتها . وما يلفت النظر أيضا ويثير الاستغراب غياب الصحفيين في هذه القناة فأغلبهم شيوخ وأسماء غير معروفة في الساحة الإعلامية ( الفصل 12 من المرسوم 116 لا يقل عدد الصحفيات والصحفيين عن 10) الى جانب غياب الأجناس الصحفية اذ يتم استلهام خطبة الجمعة وتحويلها الى برنامج تليفزيوني! كل هذه الخروقات وغيرها قد تودي الى سحب الإجازة من هذه القناة التي يبدو أن الفوضى والانفلات على شاشتها لا حدود لهما!