وسط حالة من الترقب الشعبي والسيامن مبعوثنا إلى الجزائر وتضاربت الانباء حول صحة الرئيس بوتفليقة الذي يقوم بفترة علاج في سويسرا،ففي حين كشفت مصادر أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عاد مساء أمس السبت إلى البلاد قادماً من جنيف بعد رحلة استمرت نحو أسبوع أجرى خلالها فحوصات روتينية،تحدثت تقارير إعلامية عن تدهور صحة بوتفليقة(حرجة جدا) وعن عدم مغادرته سويسرا،لكن سرعان ما صدر نفي من مستشفى جينيف الجامعي، بهذا الخصوص. كما تحدثت تقارير عن أن الرئاسة الجزائرية ستعلن عن قرارات هامة. من جهة أخرى أقال الرئيس بوتفليقة مدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال، واختار عبد الغني زعلان مديراً جديداً، حسبما أفادت وكالة الانباء الرسمية الجزائرية. وينتظر الشارع الحزائري جني ثمار الاحتجاجات الحاشدة التي خرجت اول أمس وضمت مئات الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا إلى شوارع العاصمة وعدة مدن للتعبير عن رفض ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة في انتخابات أفريل المقبل. وفي تصريح خاص ل»الشروق» قال استاذ العلوم السياسية ميلود ولد الصديق إنه»عادة الانظمة المغلقة لا تستجيب لمثل هكذا تحول ،ويبدوا ان اجنحة النظام لم تتوافق حتى اللحظة على بديل ،وامام هذا جناح يصر على بقاء بوتفليقة...وهذا للاسف يسير عكس تطلعات المتظاهريين السلميين». بدوره قال الخبير والمحلل السياسي الجزائري زهير بوعمامة في تصريح للشروق «ان ما يحدث من احتجاجات ضد ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة ليس له علاقة بصفته كرئيس نال احترام الجزائريين وتقديرهم سنين طوال، إنه رد فعل على خيار غير واقعي بتقديمه لعهدة أخرى لا يطيقها وهو على ما هو عليه، خيار قد يقفز بالبلد في المجهول، خيار يمس كرامة الرجل أولا والبلد معه ثانيا». وأضاف بوعمامة «يستحق الرجل الذي أعطى البلد الكثير أن يخرج عزيزا مكرما، ويستحق الوطن أن يصان، ويستحق الشعب أن يحيى في أمان وعز»، على حظ تعبيره. وعن صحة بوتفليقة وإمكانية تأجيل الانتخابات قال ولد الصديق»التأجيل صعب ويتطلب تعديلا دستوريا ليس في الوقت متسع»،مضيفا أن «صحته ليس هناك مصدر رسمي ليؤكد تدهورها من عدمه..لكن هو غير قادر على ادارة البلد منذ ان اصيب بجلطة دماغية 2013». من جهة أخرى وفي ثاني اجتماع للمعارضة دعا رئيس جبهة العدالة والتنمية، إلى تجاوز الخلافات وإتخاذ موقف سياسي موحد من المسيرات السلمية المليونية الرافضة للعهدة الخامسة والداعية للتغيير. وقال جاب الله في كلمة افتتاحية لأشغال إجتماع المعارضة أمس السبت بحضور عدة شخصيات «لا للعهدة للخامسة يعني نعم لشرعية السلطة التي هي الأصل بعد ذلك لجميع الحقوق والحريات ومصالح الشعب». وكان الرئيس بوتفليقة قد توجه في 24 فيفري الماضي إلى جنيف لمدة 48 ساعة، لإجراء فحوص طبية دورية، بحسب بيان سابق للرئاسة. ولم يعلن الرئيس الموجود في سويسرا موعد عودته إلى البلاد قبل انقضاء المهلة القانونية لتقديم ملف الترشح منتصف ليل اليوم الأحد (23:00 بتوقيت غرينيتش)، لكن لا يوجد مسوغ قانوني يجبر المرشح على التقدم شخصيا بملفه إلى المجلس الدستوري. وكانت قناة «يورو نيوز» قد نقلت مساء أول امس عن مصدر أمني رسمي لم تسمه، أن الطائرة الرئاسية عادت أدراجها من سويسرا إلى الجزائر العاصمة، من دون أن يكون بوتفليقة على متنها. ونقلت القناة ذاتها عن مصدر حكومي جزائري لم تسمه، أن الرئيس استدعى اول امس مستشاره الدبلوماسي وزير الخارجية السابق رمطان لعمامرة، إلى جنيف للتفاوض حول إمكانية تعيين الأخير رئيسا للوزراء. ولم يصدر رد رسمي من السلطات الجزائرية بالنفي أو التأكيد لما يتم تداوله حول وضع الرئيس الصحي في مستشفى جنيف، وعودة الطائرة الرئاسية من دونه. وتنتهي اليوم الأحد الآجال القانونية لإيداع المرشحين للرئاسة الجزائرية ملفاتهم لدى المجلس الدستوري، بحسب ما ينص عليه دستور البلاد.سي، يلف الغموض مصير ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، مع اقتراب إغلاق باب الترشح، وورود أنباء غير مؤكدة عن تدهور وضعه الصحي.