أضاف النادي الإفريقي ثلاث نقاط جديدة إلى رصيده بعد تغلبه يوم أمس الأول على الملعب القابسي محرزا فوزه الأول مع مدربه الجديد فيكتور زفونكا. فنيا لم يقدم الأحمر والأبيض مباراة كبيرة لاسيما من الناحية الهجومية لكن الملفت للانتباه هو أن الفريق حافظ على نظافة شباكه منذ وصول الفني الفرنسي حيث خلال أربع مباريات أمام مازيمبي الكونغولي ثم المنتخب الليبي فالاتحاد المنستيري والملعب القابسي ظلت الشباك عذراء. الإشكال الدفاعي كان الهاجس الأول للإطار الفني وهو ما كنا تحدثنا عنه بالأرقام في «الشروق» عند التعاقد مع فيكتور زفونكا وها أن تتالي المباريات يؤكد أن هناك عملا كبيرا خاصا من الناحية الدفاعية. تركة ثقيلة يمكن التأكيد أن فترة شهاب الليلي كانت سيئة وتركت إرثا ثقيلا سيتطلب وقتا طويلا من الإطار الفني الحالي لإصلاحه. بدنيا استعان الليلي بمعد بدني خلف «مجزرة» من الإصابات في النجم الساحلي قبل أن ينقله إلى الإفريقي فكان الحصاد رهيبا فيما عاين زفونكا ومعاونوه ضعف في التحضير جعله يشتغل طيلة الفترة الماضية على تحسين اللياقة. فنيا أضرّ الليلي بعديد العناصر فعول على لاعبين مصابين فتفاقمت إصاباتهم على غرار الشماخي وخليل وغيرهما كما أصرّ على استنزاف طاقة عديد الأسماء فتسبب في تدهور مستواهم كالدراجي مثلا. معنويا أجبر الليلي عديد اللاعبين على بطالة كروية طويلة بتعلة «الكاستينغ» الفاشل فغاب ضيوف وموشيلي ورودريغ والساحلي وبن عثمان قبل أن يعيد زفونكا نفض الغبار عنهم. الإطار الفني الجديد ورث تركة ثقيلة فاضطر إلى تصحيح الكوارث التي خلفها العمل «الرعواني» لشهاب الليلي ومعاونيه مهدي السيفي وخالد السويسي اللذين كانا مجرد أجيرين لا غير. ضيوف والورطة نجح المدافع السنغالي والي ضيوف في تقديم صورة مغايرة للتي رسمت عنه طيلة الفترة الماضية ففي مباراتي حمام الأنف والملعب القابسي حافظ الإفريقي على عذارة شباكه كما قدم اللاعب مردودا مرضيا جعل الكثيرين يتساءلون عن سر إبعاده عن التشكيلة. واعتبر الليلي أن ضيوف صفقة فاشلة ولاعب لا يملك الحد الأدنى من المستوى الفني وهو ما جعله يجازف بالشبان العياشي والصالحي والعبيدي في تنقلات صعبة كالقيروان وتطاوين كما أعاد خليل إلى المحور دون أن يمنحه ولو أدنى فرصة قبل أن يثبت السنغالي أنه كان يستحق اللعب. ولا يتحمّل الليلي المسؤولية منفردة فالسيفي والسويسي بدورهما مسؤولان عن تأخر هذا اللاعب ناهيك مثلا أنهما كانا على وشك التعويل على العقربي في المحور أمام الهمهاما لو لا تدخل المسؤولين. يذكر أن السويسي قد صرّح ل»الشروق» قبل وبعد مباراة حمام الأنف أن ضيوف لاعب محدود الإمكانيات قبل أن يجيبه اللاعب على أرضية الملعب. تنقل قسنطينة درس النادي الإفريقي فكرة السفر بالبرّ إلى قسنطينة خصوصا أن المسافة التي تفصلها عن تونس العاصمة أقل من التي تفصل بين العاصمة وولاية تطاوين. فكرة تم التخلّي عنها بعد أن تمت برمجة رحلة مباشرة من تونس إلى قسنطينة يوم غد الثلاثاء وبالتالي سيتنقل الأحمر والأبيض بالطائرة على أن تكون عودته إلى تونس يوم السبت عبر رحلة تنطلق من قسنطينة وتمر عبر الجزائر العاصمة فمطار تونس – قرطاج. وينتظر أن يحسم اليوم في قائمة اللاعبين الذين ستقع توجيه الدعوة إليهم من قبل الإطار الفني علما أن الرحلة سيقودها مبدئيا رئيس النادي عبد السلام اليونسي الذي خضع يوم السبت لتدخل جراحي على مستوى العين فيما سيعود اليوم إلى تونس. هذا ونتمنى الشفاء العاجل لعبد السلام اليونسي الذي عانى كثيرا في الفترة الأخيرة خصوصا بعد الحادث الخطير الذي تعرض له في قابس قبل نحو 10 أيام. اجتماع مع الإطار الطبي ينتظر أن يجتمع الإطار الطبي بقيادة الدكتور محسن الطرابلسي مع الإطار الفني للنظر في وضعية اللاعبين المصابين الذين لم يتمكنوا من خوض مباراة يوم أمس الأول لأسباب صحية. ولئن سيغيب وسام يحيى عن تنقل الجزائر لأسباب تأديبية وهو الموقوف بداعي الإنذار الثاني إلا أن الحسم في قائمة المصابين ومن بمقدورهم المشاركة في تنقل الجزائر سيكون عقب جلسة اليوم. فرضية التأهل انتصر النادي القسنطيني مساء أمس الأول على الاسماعيلي المصري ليرفع رصيده إلى 10 نقاط ويضع بالتالي قدما في الدور ربع النهائي. انتصار قسنطينة عقّد وضعية الأحمر والأبيض الذي لم يعد مصيره مرتبطا بنتائجه بل أيضا بنتيجة مباراة الجولة الأخيرة بين مازيمبي الكونغولي وقسنطينةالجزائري. وحتى يبقي الأفارقة على حظوظهم قائمة إلى غاية الجولة الأخيرة سيتعين على أبناء فيكتور زفونكا الفوز بفارق هدفين على الأقل ثم تجديد انتصارهم على الاسماعيلي في الجولة الأخيرة وانتظار هدية من مازيمبي وهو ما يجعل من المأمورية شبه مستحيلة.