جلسة ساخنة في البرلمان ،جدول اعمالها المصادقة على عدد من مشاريع القروض ،استنكر عدد من النواب تمريرها لما تخلفه في تعميق للمديونية ،كما احتجوا على وجهتها مطالبين بتحقيق العدل بين كل الجهات . تونس -الشروق عقد مجلس نواب الشعب امس جلسة عامة لمناقشة ثلاثة مشاريع قوانين تتعلق باتفاقيات قروض ، الأول يتعلق بالموافقة على عقد التمويل المبرم بين الجمهورية التونسية والبنك الأوروبي للاستثمار للمساهمة في تمويل مشروع الشبكة الحديدية السريعة .أما الثاني فيتعلق بالموافقة على اتفاقية القرض المبرمة بين الجمهورية التونسية والمؤسسة الألمانية للقروض من أجل إعادة الإعمار للمساهمة في تمويل مشروع الشبكة الحديدية السريعة..في حين يتعلق الثالث بالموافقة على اتفاق القرض المبرم بين الجمهورية التونسية والبنك الأوروبي لإعادة التعمير والتنمية للمساهمة في تمويل مشروع تأهيل الخط الحديدي 6 ومضاعفة وكهربة الجزء الرابط في المكنين والمهدية من الخط الحديدي 22. هذه الاتفاقيات أثارت جدلا واسعا تحت قبة البرلمان ، خاصة وان عددا من النواب طرحوا ملف المديونية وتفاقم هذه الظاهرة التي أصبحت تهدد السيادة الوطنية ،إضافة الى تهميش الجهات الداخلية التي لم تتمتع حتى بمبدأ التمييز الإيجابي الذي نص عليه الدستور التونسي . السيادة الوطنية النائب المستقل عدنان الحاجي أكد خلال مداخلته على رفضه القطعي للاقتراض الذي أصبح يمس بالسيادة الوطنية ،متسائلا عن مالات التمويلات التي تتحصل عليها تونس في اطار هذه القروض .كما أشار عدنان الحاجي الى أن النواب يكررون نفس المواضيع منذ اربع سنوات والحكومة لم تتفاعل معهم ،وتساءل الحاجي كيف تريدون ان نتواجه بالسلم وبالنقاش او بالعنف وفي الشارع؟ تونس ليست مستقلة كما تساءل عدنان الحاجي عن مال مبدأ التمييز الإيجابي للجهات الداخلية ،معتبرا ان من وضعوا هذا المبدأ لم يحترموه ,وشدد الحاجي على أن جهات عديدة في تونس تم تهميشها منذ عشرات السنين ومنذ بداية دولة الاستقلال ,واستدرك قائلا «أين الاستقلال؟ أنتم في تبعية تامة ولا وجود للاستقلال « . الحاجي وجه خطابه الى وزير النقل متهما الحكومة بالفشل ،وشدد على وجود سياسة ممنهجة لضرب العديد من الشركات العمومية والدفع الى افلاسها . وقال الحاجي أن المسؤولين لم يحافظوا حتى على الإرث الذي تركته فرنسا ، قائلا «الاستعمار افضل منكم « . بيع البلد بالتقسيط أما نائب الجبهة الشعبية عمار عمروسية فشدد على انه لن يمل من طرح ملف المديونية لانه يهدد السيادة الوطنية ،واعتبر عمروسية ان ما يحدث في هذا الملف «جريمة في حق تونس « ،ووجه عمروسية خطابه الى نواب ائتلاف السلطة قائلا «كنتم تبيعون البلد بالتقسيط واليوم جئتمونا بثلاث قروض مع بعضها ،انصحكم بجمع كل القروض في جلسة واحدة لتصادقوا عليها مادمتهم تعرفون جيدا كريستين لاغارد ويوسف لاغارد «. عمروسية أكّد أن عددا من الطرقات التي يتم عبرها نقل الفسفاط مقطوعة ، متسائلا «هل سيتم نقل الفسفاط عبر القطار مثلما كان يقوم به المستعمر الفرنسي ؟» ..وتساءل عمروسية عن أصحاب الشاحنات التي تقوم بنقل الفسفاط مؤكدا ام ممارسات السلطة في تونس «جعلت الناس يكرهون البلد ويكرهون حتى أنفسهم « . شبهات فساد أما نائبة التيار الديمقراطي سامية عبو فأشارت الى أن فقدان الثقة في من يقود الدولة الان ،يجعل من كل اعمال البرلمان بلا معنى،وأشارت عبو الى أن شركة السكك الحديدية تعاني من إشكالات كبرى في مستوى التصرف في مواردها المالية مؤكدة أن الشركة انفقت ألف مليار بشكل غير مبرّر ، مؤكدة ان هذا المبلغ مضمّن في تقرير مراقبي الحسابات . وتساءلت سامية عبو أيضا عن السبب الحقيقي وراء تمكين مكتب دراسات من العديد من المشاريع ،إضافة الى تمكين امين مال حزب حركة نداء تونس من سوق كانت تعود بالنظر لشركة الخطوط التونسية ،وأبدت عبو استنكارها للتفويت في هذه السوق في ظل وضع مادي صعب تعانيه الشركة . البحيري يستنكر استنكر رئيس كتلة حركة النهضة ما اسماه «تقسيمات جهوية « مشيرا الى ان بعض النواب الذين يحاولون اثارة النعرات الجهوية لن ينجحوا في خطتهم ،واعتبر البحيري أن تونس «جهة واحدة « والشعب التونسي أيضا «جهة واحدة « وخاطب البحيري النواب قائلا «يكفينا من التقسيم الجهوي ونحن نريد تحقيق حقوق كل التونسيين في كل مكان « .