علمت «الشروق» من مصادر مطلعة ان المواد السامة القاتلة التي وضعت في الطرود البريدية وارسلت الى 20 شخصية عامة ورسمية صنعت داخل مخابر تونسية تحت إشراف مختصين تونسيين . تونس «الشروق»: لازالت قضية الطرود البريدية السامة التي كان من المخطط ارسالها الى 20 شخصية وطنية تشغل الرأي العام الوطني والدولي حيث كانت ستؤدي الى كارثة ستهز البلاد حسب ما اعلن عنه وزير الداخلية هشام الفوراتي واثبتت امس التحقيقات ان المواد السامة تم صناعتها داخل التراب التونسي من قبل مجموعة من الارهابيين وذالك بهدف الانتقام من الإعلاميين والشخصيات العامة الذين كشفوا وفتحوا ملف مدرسة الرقاب . أكد مصدر أمني ل«الشروق» ان فرقة مكافحة الإرهاب تمكنت من التأكد ان المادة القاتلة الموجودة داخل الطرود البريدية المقرر بعثها إلى 20 شخصية من اعلاميين ونقابيين بهدف اغتيالهم هي مادة في شكل مسحوق سام يتم استنشاقه مما يتسبب في موت الضحية وحسب نفس المصدر فقد بينت التحقيقات الاولية ان هذه المادة القاتلة صنعت في تونس داخل أحد المخابر التونسية واضاف محدثنا ان الابحاث مازالت مستمرة حيث تسعى فرقة مكافحة الارهاب التابعة للإدارة العامة للمختصة بوزارة الداخلية للإطاحة بكامل الخلية "الداعشية" التي كانت تخطط لتنفيذ هذه العملية الإرهابية الاولى من نوعها في تونس والوطن حيث أكد أن الإرهاب البيولوجي مخطط جديد اعتمده الإرهابيون لضرب امن تونس واستقرارها . وفي نفس السياق افاد مصدرنا ان الجهات الأمنية تعمل الآن على كشف الخلايا النائمة التي نفذت هذا المخطط الارهابي مضيفا أن المادة السامة القاتلة صنعت بأيادي خبراء ومختصين تونسيين وبإمكانيات مالية . وأضاف مصدر أمني آخر ل«الشروق» ان الرسائل السامة القاتلة التي تم توجيهها الى 20 شخصية مهددة جاء في مضمونها انها مرسلة من قبل تنظيم «داعش» الارهابي وتضم تهديدا بالتسميم و تفخيخ سيارتهم او تفجيرها. القضاء يرد وفي تصريح ل«الشروق» اكد سفيان السليطي الناطق الرسمي باسم قطب الإرهاب والقطب القضائي المالي ان الابحاث مازالت مستمرة الى حد كتابة هذه الاسطر وان هناك تقدما في الابحاث وتم حصر الشبهات وتحديد مكان صنع المادة السامة. ويذكر ان وزارة الداخلية أعلنت مساء الخميس الفارط أن المصالح التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني، تمكنت في عملية استباقية وبعد التنسيق مع النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب وذلك على خلفية توفر معلومات استخباراتية اجنبية بتخطيط مجموعة إرهابية لاستهداف بعض الشخصيات العامة والرسمية عبر توجيه طرود بريدية تحتوي مواد سامة قاتلة تمكنت الفرق المختصة من حجز 19 رسالة بريدية تمت إحالتها مباشرة على المصالح الأمنية المختصة لإجراء الاختبارات الفنية اللازمة التي أكدت احتواءها على مواد سامة قاتلة. كما اكدت وزارة الداخلية أن الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب والجرائم المنظمة والماسة بسلامة التراب الوطني التابعة للإدارة العامة للمصالح المختصة تعهدت بالبحث في هذه القضية للوقوف على ملابساتها والجهات التي تقف وراءها واتخاذ كافة الإجراءات الأمنية والقضائية اللازمة في شأنها. ودعت وزارة الداخلية كافة الاطراف المعنية بالتهديد وغيرهم من الشخصيات الرسمية والعامة إلى ضرورة الانتباه وإبلاغ مصالحها بكل ما يثير الشك والريبة مؤكدة ان الخطر مازال قائما الى حين الاطاحة بهذه المجموعة الارهابية.