الجيش السوري يستعد لتحرير محافظة إدلب من الإرهاب، فالكل بات يعلم بأن هذه المحافظة تحتوي على عدد هائل من بقايا التنظيمات الإرهابية التي أنتجتها منظومة العدوان على سوريا، والرهان على هذه التنظيمات لا يزال مستمراً من قِبَل أعداء سوريا ، في مقابل القرار السوري بالقضاء على الإرهاب، لكن القيادة العسكرية السورية تُدرك طبيعة المواجهة العسكرية في إدلب، وتُدرك أيضاً الخطر المُحدق بالمدنيين في إدلب جرّاء الوجود الإرهابي، الأمر الذي طالبت به الدولة السورية المدنيين من أجل الضغط على الفصائل الإرهابية للدخول في المُصالحات الوطنية. في المقلب الآخر، عين الجيش السوري على إدلب والخطط العسكرية باتت جاهزة في انتظار إعلان ساعة الصفر، بالتوازي مع تفاهمات يجري التباحُث بشأنها بين موسكووأنقرة على قاعدة المُصالحة لكن بتوقيت دمشق، وتجنيب هذه المنطقة العمل العسكري، فروسيا تعتبر أن تحرير إدلب حق للدولة السورية وجيشها، وترى موسكو بهذا الصدد أن خيار الحوار السياسي وارد جداً، لأن هناك جزءاً مسلحاً من المعارضة السورية يشارك في مفاوضات أستانا، وبالتالي يجب الفصل بين القوات التي تريد الحل السياسي وتلك التي ترفض الحوار مثل «النصرة» و»داعش»، وهنا يأتي الدور التركي، حيث أن تركيا من المُحتّم عليها أن تقوم بالفصل بين هذه الفصائل، وهذا حقيقة ما جرى الاتفاق عليه خلال زيارة لافروف إلى أنقرة ولقاء نظريه التركي أوغلو، مع التأكيد الروسي بأن الجيش السوري جاهز لضرب كل المواقع الإرهابية في إدلب. من الممكن أن يكون تعويل دمشق على التفاهمات الروسية التركية كبيراً لجهة الحل السياسي، لكن قوة الموقف السوري ستفرض إيقاعا يُجبر تركيا على الإسراع باتخاذ خطوات إيجابية في فرز المسلّحين وعزلهم ، مع إغلاق الحدود بشكل كامل وقطع خطوط إمداد الفصائل المسلّحة . وبين الحكمة السياسية والخبرة العسكرية سيكون مشهد الانتصار السوري كبيراً في إدلب، ففي حال رفضت تركيا وبيادقها الإرهابية الحل السياسي المبني على رؤية دمشق، فعندئذ لن يكون سوى الخيار العسكري الذي تُخبره جيّداً الفصائل الإرهابية المجتمعة في إدلب، فاليوم وبكافة المُعطيات السياسية والعسكرية، تسير الدولة السورية وجيشها إلى نصر مؤزِر ليس في إدلب فحسب، بل سيصل صوت المجنزرات السورية إلى مسامع الأمريكي في قواعده أينما وجدت في الجغرافيا السورية.