اكد المحلل السياسي اللبنابي نضال سعيد السبع في لقاء مع الشروق بالهاتف من بيروت ان الجيش السوري يستعد بالتعاون مع حلفائه لاطلاق عملية كبرى في ادلب لتطهيرها من الارهابيين معتبرا ان معركة ادلب ستسقط المشروع الامريكي في سوريا القائم على دعم ما يسمى المعارضة. تونس الشروق: واكد السبع ان الجيش العربي السوري تمكن بفضل التضحيات من الوصول إلى مرحلة متقدمة في حربه ضد التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة. فيما يلي نص الحوار: ماهي فرص حسم معركة ادلب المرتقبة التي سيشنها الجيش السوري ضد الفصائل المسلحة في تلك المدينة ؟ هناك استعدادات كبيرة لانطلاق معركة ادلب والجيش العربي السوري اخذ جميع مراكزه الاستراتيجية في محيط هذه المدينة وذلك بدعم من الجانب الايراني خاصة وان وزير الدفاع الايراني زار دمشق مطلع الاسبوع الجاري والتقى الرئيس السوري بشار الاسد .وتم وضع الترتيبات اللازمة لمعركة ادلب بالإضافة الى ان حزب الله والحلفاء اخذوا مواقع قتالية .واصبحنا يوما بعد يوم نقترب من ساعة الصفر. وساعة الصفر لن تحدد من عبث فقد سبقتها مفاوضات بين روسياوتركيا لرفع الغطاء عن المنظمات الارهابية كما ان تركيا سلمت الملف السوري للجانب الروسي .وفي نفس الاطار يفاوض الروس بعض الفصائل المسلحة للاستسلام دون قتال . لماذا كل هذه الضجة والفزع في صفوف المعسكر الغربي من العملية العسكرية المرتقبة في ادلب ؟ الولاياتالمتحدةالامريكية تدرك اليوم ان مشروعها انكسر في سوريا فمنذ 7 سنوات اقامت واشنطن غرفا امنية وسلحت عدة تنظيمات مسلحة كما شجعت على الانشقاقات صلب الجيش العربي السوري وسهلت تهيئة الظروف المناسبة لبروز التنظيمات المتطرفة كداعش والنصرة. ولكن اليوم الجيش العربي السوري تنفس الصعداء وطهر اغلب الاراضي من الارهاب كالغوطة وتدمر وحلب والارياف . كما ان حول معاركه ضد الارهاب الى الجنوب السوري اين توجد ادلب وهي مناطق خطيرة لانها توجد بالقرب من الكيان الاسرائيلي ... القضاء على المسلحين في ادلب يعني فعليا انتهاء المشروع الامريكي رسميا في سوريا لذلك نجد ان امريكا تستعد لأمر جديد وهو فصل الجنوب السوري عن الشمال. كما ان ادلب هي بوابة بالنسبة للجيش السوري للقضاء على الانفصاليين الاكراد.امريكا والغرب يحذران من كارثة انسانية في ادلب للتغطية على تواجد الارهابيين في تلك المدينة . تمثل ادلب حساسية كبرى للجانب التركي, ماهي اسباب ذلك وكيف تتوقع ارتدادات هذه المعركة على انقرة ؟ الامن التركي ممثلا في مدير مخابراته بعث تقريرا امنيا قبل ايام الى الرئيس التركي اردوغان حذره من ان عملية ادلب من الممكن ان تتسبب في تهجير 250 الف سوري باتجاه الاراضي السورية .تركيا تعاني اليوم من مشاكل اقتصادية وتخشى تدفق المهاجرين وهو ما سيلقى عبءا امنيا واقتصاديا جديدا. اذن تركيا تتعامل بحساسية مع هذا الملف .وانقرة متوافقة مع روسيا حول القضاء على بعض الحالات الارهابية واكبر دليل هو وضع تركيا امس جبهة النصرة على لوائح الارهاب. وراء دخان الحرب المقبلة في ادلب هناك تقارير تحدثت عن امكانية صدام بين الجانب الروسي والامريكي بسبب دعم الروس للجيش السوري ودعم الامريكان للفصائل المسلحة فماهي صحة هذه التكهنات بحسب رايكم ؟ لا شك اننا سمعنا خلال الفترة الاخيرة ان الجانب الامريكي رفع من وتيرة التهديدات ضد الروس والجيش العربي السوري. وادعى وجود تهديدات كيمياوية في ادلب رغم ان الجيش العربي السوري لا يمتلك اي اسلحة كيمياوية . وبعض التقديرات ذهبت الى امكانية اندلاع صدام في المستقبل بين الروس والامريكان ومن وجهة نظري هذا مستبعد لان اندلاع نزاع بين واشنطن وموسكو يعني اندلاع حرب عالمية . باختصار «أم المعارك» وردة فعل تركيا * يسمى البعض معركة ادلب المقبلة «أم المعارك» ويترقب آخرين ردة فعل الجارة التركية التي دعمت طيلة الحرب السورية الفصائل المسلحة ضد الحكومة السورية. خبر دمج بعض الفصائل يعكس الخوف الذي ينتظره المسلحين في معركتهم الثانية. * معركة ادلب ستجري على الأرض السورية إلا أن أبعادها الاقليمية والدولية ربما تنتهي على طاولات الحوار في استانا وربما تأخذ طريقاً آخر ينتظره نتائجه جميع المراقبين المنطقة. * يتعامل أردوغان مع المشهد في إدلب بما يشبه «لعبة الكريات الزجاجية» في رواية للكاتب هرمان هسه، إذ يزعم أنه «سيد اللعبة» الذي لا يمكن أن تقوم تسوية أو حرب من دونه. لكن المشهد ليس سهلاً، ثم إن الأمور تغيرت ولا بد أن يكون ل اللعبة في إدلب سيد آخر هذه المرة وهو الدولة السورية.