لاشك في أن الجِيل الذي فتح عينيه على الشتالي والعقربي أوحتّى ذلك الذي أدرك حَقبة بيّة والسويح يَتحسّر على «كلاسيكو» أيام زمان لِمَا فيه من عروض فُرجوية تُؤمّنها المواهب الكُروية المُتخرّجة من صفاقسوسوسة. لقد تَغيّر وَجه «الكلاسيكو» بفعل الزّمن لكن التعلّق بأزياء «السي .آس .آس» والنجم ثَابت في قلوب «الصّفاقسية» و»السواحلية» الذين سَيُقدّمون اليوم للجماهير الرياضية طَبقا كرويا بطعم «الجواجم» وهي من اختصاص عاصمة الجُنوب. مُواجهة اليوم سيحتضنها الطيّب المهيري وسيكون عُنوانها زَعامة «المجموعة الإفريقية» المُؤهلة لدور ربع النهائي لكأس الكنفدرالية وهي أيضا من صَميم اختصاص «السي .آس .آس» وشَقيقه النّجم. ومن المعروف أن سَفيري الكرة التونسية عَانقا الإبداع في هذه المُسابقة القارية ونجحا في تَشريف الراية الوطنية بعد أن فَازا باللّقب في خمس مُناسبات (3 للنادي الصّفاقسي و2 للنّجم الساحلي). والأمل معقود على «جُوفنتس العرب» ونجم الساحل لإستثمار تَقاليدهما العَريقة من أجل القبض على هذه الكأس هذا طبعا بعد تخطّي دور المجموعات اليد باليد لتكون الحُظوظ التونسية أوفر وأكبر للتتويج بهذا اللّقب والبَقاء في صَدارة الدُول المُسيطرة عليه. حِسابيا، يجلس النجم في كُرسي الرِيادة وتبدو آماله عريضة للعبور قياسا بالإنتعاشة الكبيرة التي يعرفها فريق «لومار» على كلّ الواجهات المحلية والإفريقية والعربية. وتَتضاعف حُظوظ «لِيتوال» في التأهل بالنّظر إلى رُزنامة المُباريات المُتبقية من كأس الكنفدرالية. وكان فريق جوهرة الساحل قد سحق «رينجرز» النيجيري ذهابا وإيابا ليخوض لقاء اليوم في صفاقس بضغوطات «مُنخفضة» خاصّة أن التعادل كَاف لتعزيز الصدارة قبل اختتام السباق بلقاء في المُتناول أمام «سَاليتاس» البُوركينابي وذلك في أولمبي سوسة. وفي المُقابل، يُواجه «السي .آس .آس» ضُغوطات رَهيبة نتيجة «لَعنة» التَعادلات التي لاحقت أبناء «كرول» في الجَولات الأخيرة من المُنافسات الإفريقية. وتبدو الفُرصة اليوم مُناسبة لتصحيح المَسار شرط تِكرار سيناريو الجولة الافتتاحية وتَحقيق الانتصار على النجم. ومن المُؤكد أن «السي .آس .آس» على يقين بأنه سيلعب بالنّار إذا أخفق اليوم في تجاوز عثراته القارية خاصّة إذا عرفنا أن الجمعية سَتُنهي السباق بمُواجهة محفوفة بالمخاطر وذلك في أرض نيجيريا وأمام «رينجرز» المَعني إلى حدّ الآن بالمُنافسة على إحدى بطاقتي العُبور. وبعيدا عن جَحيم الضغوطات ولُعبة الحسابات نُعلّق آمالنا على «السي .آس .آس» والنجم للفوز بهذه الكأس ونَنتظر منهما قبل ذلك أن يُقدّما اليوم مُقابلة تُمتع الناس وتنتصر للروح الرياضية تَماما كما حصل في «كلاسيكو» سوسة حيث صفّق الجَميع للعِناق الحار بين الرئيسين خماخم وشرف الدين والمُدربين «كرول» «لومار». والرياضة أخلاق أولا تكون.