اختتم أمس الاربعاء بالعاصمة مؤتمر تونس الدولي للضيافة الطبية والاستشفاء في دورته الأولى. هذا المؤتمر عقد طيلة ثلاثة أيام بحضور دولي متميز لعدد من الخبراء والعاملين في قطاع السياحة العلاجية من تونس ومن أكثر من 20 دولة. تونس – الشروق: يشار إلى أن المؤتمر وقع تنظيمه من قبل الجمعية التونسية للسياحة الصحية والاستشفاء. وكان من بين أهدافه إعداد قاعدة عملية تسوق لتونس كوجهة سياحية علاجية، حيث أكد رئيس الجمعية التونسية للسياحة الصحية والاستشفاء لطفي الخليفي لدى إفتتاحه المؤتمر أن تنظيم هذه المبادرة يعد الثمرة الأولى لتنظيم مؤتمر عالمي خلال السنوات المقبلة، مبينا أن المؤتمر يساهم في دعم القطاع الخاص في مجال السياحة العلاجية والخروج بتوصيات عملية ستساهم في تذليل الصعوبات التي يواجهها المتدخلون في المنظومة، وتبادل الخبرات وتمريرها بين الفاعلين في تونس ونظرائهم في دول أجنبية. واقع صعب وآفاق واعدة رغم أن تونس تحتل المرتبة الأولى عالميا في مجال الاستشفاء بمياه البحر والمرتبة الثانية في قطاع السياحة العلاجية الا أنها مازالت بعيدة عن احتلال المراتب الأولى عالميا كوجهة جاذبة للسياحة العلاجية. هذا ما أكده المتدخلون والمشاركون في المؤتمر الأولي للضيافة الطبية وبين السيد لطفي الخليفي رئيس الجمعية التونسية للسياحة الصحية والاستشفاء أن تونس يجب أن تعمل على جعل تونس وجهة متميزة وجاذبة للسياح المرضى والنهوض بهذا القطاع الذي سيمثل مخرجا عمليا سيخلص الاقتصاد التونسي من أزمته الخانقة. لكن ذلك لن يكون سوى بتظافر الجهود بين مختلف الأطراف وخاصة الوزارات الثلاث وهي وزارة السياحة ووزارة الصحة ووزارة النقل بالإضافة إلى قيام المصحات الخاصة وقطاع الصحة الخاص بدوره في تطوير هذا المجال بالعمل على تقديم خدمات طبية جيدة والنهوض بالخدمات الطبية والصحية المسداة للحرفاء والسياح الأجانب. كفاءات وآفاق من مفاخر القطاع الصحي التونسي وجود كفاءات عالية واطارات طبية وشبه طبية حاصلة على تكوين جيد جدا ومشهودا لها عالميا وخاصة في مجال الجراحة التجميلية مما جعل تونس وجهة لآلاف السياح المرضى من مختلف أنحاء العالم يأتون لتونس لغاية اجراء عمليات تجميل وهو مكسب يجب الحفاظ عليه وتطويره كما جاء على لسان السيد لطفي الخليفي مبينا أن التركيز على تصدير الخدمات الطبية التي تسوق بدورها للذكاء التونسي ودعم الهياكل التي توفر آلاف مواطن الشغل وتضمن موارد مالية تقدر سنويا بما قيمته 1000 مليون دينار من العملة الصعبة، من بين أهداف المؤتمر الدولي الأول للضيافة الطبية. مبينا أن القطاع الصحي ضمن القطاعات الجاذبة للاستثمار بإعتبار اعتماده أساسا بعد الكفاءات البشرية على الاستثمارات القائمة في مجال التقنيات والتكنولوجيات الحديثة. حيث يشمل القطاع 80 مصحة خاصة في تونس تقوم بإيواء 2600 مريض وتعالج 400 ألف حريف ويعتبر القطاع الخاص التونسي الأول في البحر الأبيض المتوسط من حيث قبول المرضى . وأضاف الخليفي أنه يجب دعم الوجهة التونسية للتداوي والعلاج تبعا للأهداف التي تنتظر المصحات الخاصة تحقيقها، حيث سيزيد عدد المصحات إلى نحو 120 مصحة في 2019 وطاقة استيعاب تصل إلى 7000 آلاف مريض خلال العام الحالي و13000 سرير خلال 2022 واختتم المؤتمر بإمضاء عدد من إتفاقيات شراكة وتعاون بين تونس ونظرائها القادمين من 11 دولة بما سيمكن الفاعلين في قطاع السياحة العلاجية من فتح خطوط عمل جديدة في القطاع، الأمر الذي سيساهم تباعا في الترفيع في عدد السائحين المرضى من 500 ألف إلى مليون سائح مريض دون إحتساب المرافقين حسب الخليفي. تجارب ناجحة ومعرض وشهدت فعاليات المؤتمر استعراضا لتجارب ناجحة وتقديم مشاريع استثمارية متعددة من قبل عدد من المصحات التونسية الخاصة في مختلف المجالات التي تتعلق بالسياحة العلاجية في تونس ومدى التطور التكنولوجي التي تعتمده هذه المؤسسات الصحية كوجهة جاذبة للسياح المرضى من مختلف انحاء العالم. وفي جناح خاص بالمؤتمر نظم معرض شارك فيه عدد كبير من المصحات الخاصة التونسية ابرزت من خلاله مختلف التدخلات الطبية التي تضطلع بها ومدى مواكبتها لأحدث التقنيات في المجال الطبي. وفي الختام نشير إلى أن تونس تبقى في حاجة ماسة لمثل هذه المؤتمرات لدعم الاقتصاد التونسي وتطوير السياحة العلاجية التي من شأنها توفير العملة الصعبة واحداث مواطن شغل عديدة واستيعاب اليد العاملة المختصة التي تعاني من البطالة وانعدام فرص الشغل.