تحتل السياحة العلاجية مكانة متميزة في المشهد السياحي التونسي كما أنها تعتبر عامل جذب لسياحة ذات مردود رفيع. مما مكنها احتلال المرتبة الثانية عالميا بعد فرنسا. حيث أثبتت أرقام صادرة عن وزارة السياحة التونسية أن عدد الوافدين علي البلاد لغاية الاستشفاء يتجاوز 150 ألف شخص سنويا قادمين من شتي أنحاء العالم. وتعمل خطة العمل التي أرستها البلاد في هذا المجال إلى الارتقاء إلي مرتبة قطب إقليمي لتصدير الخدمات العلاجية في أفق 2016 وهي نتيجة جهود سياسية تستهدف مزيد تطوير مختلف جوانب القطاع السياحي لتحسين مستوي الخدمات الصحية سواء كان ذلك لمواطنيها أو للسياح الراغبين بالتمتع بهذا النوع من الخدمات الصحيّة. كما تهدف إلى إحداث هيكل عمومي مستقل ذي مواصفات صحية عالمية، وتطوير الشراكة مع الهياكل الأجنبية المختصة في التأمين الصحّي وإرساء هيكل تحكيمي لضمان جودة الخدمات فضلا عن ملائمة الموارد البشرية مع احتياجات القطاعات الواعدة في الصحة وإنجاز دراسة إستراتيجية للتسويق بهدف النهوض بالعرض التونسي في القطاع الصحّي وإحداث أقطاب صحيّة مستقلة. يذكر أن عدد المرضى الأجانب تجاوز 150 ألف مريضا عام 2008 مقابل 111 ألف مريضا عام 2007 في حين لم يتجاوز العدد 42 ألف خلال عام 2003. وعمل قطاع الاستشفاء العمومي علي توفير 17 ألف سريرا موزعة بين ألفي مركز صحة أساسية و176 مستشفى مركزيا و32 مستشفى جهويا و29 مستشفى جامعيا و6 مصحات متعددة الاختصاصات وشبه عمومية. أما في قطاع الاستشفاء الخاص فهناك بني تحتية متطورة إذ توجد 104 مصحة خاصّة تعمل وفق مواصفات عالمية بطاقة تناهز 2750 سريرا مجهزا بأحدث التقنيات والمعدات. كما يشتمل القطاع الخاص على 110 مركزا مختصّا في المعالجة بالأشعّة و5 آلاف مصحة طبيّة خاصّة و1500 مصحّة خاصّة بطب الأسنان و93 مصلحة للنقل الصحّي و160 مخابر للتحاليل الطبيّة. وفي مجال النقاهة وإعادة التأهيل وتقويم الأعضاء تتوفر بتونس بنية أساسية ذات اختصاصات دقيقة إذ تعدّ البلاد 20 مركزا للتأهيل و4 مراكز للمعالجة بالمياه المعدنية “السياحة الصحيّة” و41 مركزا للمعالجة بمياه البحر. ومما يعزز قدرات تونس في هذا المجال المؤهلات العالية للكوادر الطبية التي تعد أكثر من 11 ألف طبيب و41 ألف إطار شبه طبي و3 آلاف صيدلي. وقد طوّرت تونس صناعة دوائية نشيطة مما استقطب اهتمام الشركات الكبرى المتخصصة التي أقيمت في تونس على غرار المجموعة الفرنسية “أفانتيس” والأمريكية “فيزر” وغيرها. علما وأن صادرات الأدوية توفر 20 مليون دينار سنويا. وركزت تونس على جانب التعليم الأكاديمي إذ تتوفر حاليا على 4 جامعات متخصصة في الطب وجامعة للصيدلة وجامعة لطب الأسنان و4 مدارس عليا للعلوم تقنيات الصحة و26 مدرسة مهنية للممرضين والممرضات. وتسعى تونس في هذا المجال إلى تعزيز الشراكة بينها وبين فرنسا في مجال الخدمات الصحية خاصة في مستوى تكوين الموارد البشرية والتوأمة بين المؤسسات الاستشفائية وتبادل التجارب والخبرات في المجالات المتعلقة بالاستثمار في الخدمات الصحيّة. والجدير بالملاحظة أن النشاط السياحي في تونس يساهم بمعدل 6 بالمائة في الناتج المحلي الخام وارتفعت الاستثمارات السياحية إلى نسبة 5.4 بالمائة من جملة الاستثمارات خلال العشرية الأخيرة.,كما تساهم السياحة التونسية بما يفوق 10 بالمائة من مدا خيل العملة الصعبة من مجموع الصادرات التونسية. كما توفر السياحة حوالي 400 ألف موطن شغل فضلا عن مساهمتها بدرجة هامّة في تنشيط وتطوير عديد القطاعات الأخرى وخاصّة منها النقل والمواصلات والصناعات التقليدية وتطوير البنية الأساسية وسائر المرافق العامّة.