ديدرو هو فيلسوف وكاتب فرنسي. من أب حرفي، برز بإشرافه على إصدار «موسوعة الفنون والعلوم والحرف» وتحرير العديد من فصوله. من قادة حركة التنوير. رئيس تحرير أول موسوعة حديثة، إنسايكلوبيدي Encyclopédie. ولد دنيس ديدرو Denis Diderot في بلدة لانغر Langres وتوفي في باريس. كان والده صانع سكاكين كاثوليكياً متديناً يطمح أن يُدخل ابنه السلك الكهنوتي، ولكن إيمان ديدرو تداعى في سن مبكرة مع أنه درس عند الآباء اليسوعيين، ثم انتقل إلى باريس وحصل على شهادة أستاذ في الفن في عام 1732، ودرس أيضاً الرياضيات والفيزياء مما قاده إلى دراسة الكيمياء، كما درس الإنقليزية واليونانية واللاتينية. تدرب على المحاماة ولم يمتهنها. وتبقى رسائله إلى صوفي فولان، المرأة التي أحبها في مرحلة النضج، المصدر الوحيد للمعلومات عن حياته. يعد ديدرو من أهم فلاسفة عصر التنوير وتأثر فكره بكتابات هوبز Hobbes، واسبينوزا Spinoza، ولوك Locke، واهتم بالتطورات العلمية التي عرفها عصره وبنى على أساسها نظرته المادية للحياة. إنتاجه ضخم ومتنوع من مراسلات وكتابات في مجالات عدة كالفلسفة والرواية والمسرح والنقد الفني. بدأ ديدرو الكتابة بدءاً من عام 1742، ونشر ترجمات عدة منها ترجمة عن الإنقليزية لتاريخ اليونان، ونشر في عام 1745 ترجمة حرة لكتاب «استفسار حول الفضيلة والاستحقاق» Inquiry Concerning Virtue and Merit عام 1966 للكاتب الإنقليزي شافتسبري Shaftesbury الذي فصل بين الدين والأخلاق، رغم أنه في النهاية يعود ويتمسك بوجود «إله يحكم العالم بذكاء وطيبة»، ويربط الفضيلة بالإيمان. بدأ ديدرو بالكتابة الفلسفية بعد أن التقى جان جاك روسو الذي شاركه الرأي في أن المجتمع يقمع الإنسان ويستعبده، وظهرت لديه في هذه المرحلة المبكرة من حياته ملامح المذهب الألوهي déisme، مما أدى إلى ملاحقته وسجنه فترات طويلة، فتحول إلى الإلحاد Athéisme ثم إلى المادية Matérialisme. ولجأ بعد «رسالة حول العميان» Lettre sur les aveugles عام 1749 إلى أسلوب المراوغة في الكتابة لتفادي السجن. شغل عمل ديدرو في «الموسوعة» L'Encyclopédie جزءاً كبيراً من حياته، وعدّها قضيته ووسيلته للتأثير في الحاضر والمستقبل، فكتب لها في الأخلاق والأدب والفن والنقد الفني والفلسفة. أما دراساته الفلسفية فقد صدرت في كتب مستقلة مثل «أفكار فلسفية» Pensées Philosophiques، و«مذكرات في موضوعات مختلفة في الرياضيات» Mémoires sur différents sujets de mathématique، إضافة إلى روايتي «الراهبة» La religieuse عام 1760 و«جاك القدري» Jacques le Fataliste عام 1771 وقصة عنوانها «الحلي الظاهرة» Les bijoux indiscrets، ومسرحيتي «الابن الطبيعي» Le Fils naturel عام (1757) و«رب العائلة» Le Père de Famille. وقد صور في رواياته الحياة الاجتماعية واهتم بالمرأة ورفض مفهوم «المطلق» على صعيد الأخلاق.